أجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند محادثات مع زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري في قصر الإليزيه تناولت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها وآخر المستجدات في المنطقة، لا سيما الحرب الدائرة في سورية وانعكاساتها السلبية على لبنان. ووضع الحريري هولاند في صورة تطورات الملف الرئاسي في لبنان وترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وقال الحريري بعد اللقاء الذي استمر 45 دقيقة: «قدمت التعازي للرئيس هولاند بضحايا الأحداث الإرهابية التي حصلت في فرنسا، هذا الإرهاب الذي طاول كذلك لبنان والعديد من الدول، ولا بد من تعاون البلدان كافة لمحاربته. كذلك تناولنا الأوضاع اللبنانية والملف الرئاسي، وأكد الرئيس هولاند ضرورة إنهاء هذا الفراغ الرئاسي. وأنا أكدت له أننا نعمل مع جميع اللبنانيين على إنهاء هذا الفراغ وأن هناك حواراً جارياً بين جميع الفرقاء اللبنانيين وأملاً كبيراً بإنجاز هذا الموضوع، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريباً». وعما إذا تطرق الحديث إلى الشؤون الإقليمية، لا سيما الملف السوري، قال: «بالتأكيد تطرقنا لهذا الملف، فالمنطقة ككل تمر بمرحلة صعبة للغاية، وأرى أن علينا أن نحمي لبنان، وإلا نكون نخون بلدنا ونخون العهد الذي تعهدنا به لكل المواطنين. لا شك في أن هناك تضحيات يجب أن نقوم بها سياسياً، لأن لبنان أهم منا جميعاً، وكما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول «ما في حدا أهم من بلده». وعما إذا كانت تسمية فرنجية لرئاسة الجهورية قائمة حتى الساعة أجاب:» هناك حوارات قائمة والأجواء إيجابية والأيام المقبلة ستظهر أن لبنان سيكون بألف خير». واستقبل هولاند الحريري على درج قصر الإليزيه قبل أن يعقدا اجتماعاً في حضور مدير مكتب الحريري نادر الحريري ومستشاره المحامي بازيل يارد، وعن الجانب الفرنسي مستشار الرئيس جاك أوديبير والمستشار لشؤؤن الشرق الأوسط دافيد سفاك وسفير فرنسا في لبنان إيمانييل بون. وتوجه الحريري بعد اللقاء لوضع أكليل ورد في موقع الهجوم الإرهابي في مسرح لوباتاكلان. وتبع ذلك غداء عمل مع الوزير بطرس حرب. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة فرنسية أن هولاند سأل الحريري عن الرئاسة في لبنان والقانون الانتخابي والحكومة المستقبلية. ووضع الحريري هولاند في صورة رهانه على التسوية مع سليمان فرنجية رئيساً، معتبراً أن البلد سينهار بعد بضعة أشهر من الفراغ الرئاسي وأنه يثق بفرنجية وأن لبنان سيكون في أولوياته، وهما على اتفاق على إعادة انطلاقة المؤسسات في البلد والاقتصاد فيه. وعن القانون الانتخابي قال الحريري لهولاند إنه متفق حول الموضوع مع رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ولكن هذا الموضوع ينبغي ان يتم التفاوض عليه في مرحلة لاحقة. وقال انه متفائل بأن يتم الانتخاب في اقرب وقت، اي في جلسة الانتخابات المقبلة، لأن البلد لن يحتمل فراغاً مطولاً. ورد هولاند قائلاً للحريري:»الآن وقد بدأتم هذا التحرك ينبغي ان تنجحوا فيه». وكانت مصادر فرنسية مطلعة قالت ل «الحياة» قبل اللقاء ان باريس تولي اهتماماً لهذه التسوية، خصوصاً انها لبنانية داخلية تتيح للبنان الخروج من التعطيل المؤسساتي الذي يؤثر سلباً في كل القطاعات. وتتيح ايضاً النهاية لمرحلة تعوّد اللبنانيين على غياب المسيحيين وهذا جدير باهتمام باريس التي ليست في منطق توقيف هذه التسوية او منعها اولاً، لأن ليس بالإمكان منعها وهذا لن يكون خطوة ذكية. ولكن ما تتمناه باريس هو ان تحصل على اوسع توافق ممكن. واستدركت المصادر بالقول انه على رغم ذلك لدى هولاند بعض المخاوف وهو سيطرح اسئلة على الحريري حولها مثل علاقة فرنجية ببشار الأسد وإذا كانت ستبعد لبنان عن سياسة النأي بالنفس عن النظام السوري، ولكنها أوضحت ان هذه المخاوف ليست تحفظاً مسبقاً. ورأت مصادر مطلعة أن الحريري على قناعة بأن سليمان فرنجية لن يكون آميل لحود الذي كان ممثل سورية في لبنان وأن الضمانات التي بإمكان الحريري إعطاءها هي ان البلد سينهار اذا استمر على هذا الوضع بالفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات. وتوقعت المصادر ان يعلن الحريري خلال ايام ترشيحه لفرنجية.