من المتوقع ان تتواصل الاتصالات الفرنسية - اللبنانية في اطار اهتمام باريس بالمساعدة على دفع اللبنانيين الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. وبعد لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، ولقاء وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، هناك لقاء مرتقب بداية الاسبوع المقبل بين هولاند ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في قصر الاليزيه. فباريس ترى ضرورة ألا يطول الفراغ الرئاسي في لبنان حيث الوضع الامني فيه هش والاوضاع الاقليمية خطرة وتأثيرها على لبنان مقلق. وعلى رغم ان ليس لهولاند وفابيوس أي خطة معينة للمساعدة على حل في لبنان، هناك تفكير لدى بعض الاوساط المعنية بالملف اللبناني في إمكان ان يتم اتفاق سياسي على اساس استحالة انتخاب رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون رئيساً للجمهورية وتجاوزه مع التوصل الى اتفاق فرنسي - أميركي - سعودي على وضع خريطة طريق لدفع اللبنانيين لانتخاب رئيس ومناقشتها مع ايران. فعلى رغم الصعوبات والمشكلات الموجودة بين فرنساوايران على ملفات عديدة، وعلى رغم القناعة بأن تأثير ايران في سورية والعراق ولبنان بالغ الخطورة وله كلفة باهظة، هناك اعتقاد لدى باريس ان من مصلحة ايران الا ينفجر الوضع في لبنان ما يتيح لباريس ان تتفاوض معها حول الانتخاب الرئاسي على خريطة طريق تضعها مع حلفائها. وترى الاوساط ان هذا يفترض تجاوز ترشيح عون للرئاسة على ان يتم اقناعه عن طريق «حزب الله» اذا تم التفاوض مع ايران والفاتيكان والبطريرك الماروني بشارة الراعي، وبعد ذلك من الممكن الانتقال الى مرحلة ما بعد ترشح عون للدفع من اجل التوافق على مرشح يكون توافقياً. وترى هذه الاوساط ان تأييد الحريري ترشح عون للرئاسة من دون ان يقدم عون أي ضمانات له بالنسبة الى العلاقة مع سورية وايران و»حزب الله» مع التزام سياسي قوي، لا يحظى بموافقة قاعدة الحريري ولا الدول النافذة بالنسبة الى هذا الملف، خصوصاً بعد تصريحات عون الاخيرة حول سورية وبشار الاسد. وعلى رغم ان باريس وواشنطن تؤكدان عدم التدخل بمسألة المرشحين للرئاسة، هناك مخاوف أميركية واضحة من وصول مرشح رئاسي متحالف مع «حزب الله»، في حين ان باريس كانت تتوقع ان يطلب الحريري ضمانات سياسية قوية من عون حول توجهاته السياسية قبل أي تأييد لترشحه الذي يحتم اليوم تجاوزه والانتقال الى مرحلة اختيار مرشح توافقي.