لم يلقِ ما سمح جهاز الأمن العام في إسرائيل (شاباك) بنشره عن أنه اعتقل قبل أيام شباناً يهوداً مشبوهين في الالتحاق بتنظيم إرهابي يهودي وتنفيذ عمليات إرهابية، وأنه من خلال التحقيق معهم يتم «فحص شبهات عينية تتعلق بقضية إحراق عائلة دوابشة في كفر دوما» قبل خمسة أشهر، أي ضوء جديد على الجريمة التي أودت بحياة الطفل الرضيع علي ووالديه (عمر ورهام لاحقاً) وإصابة شقيقه أحمد بجروح لا يزال يتلقى العلاج للشفاء منها. وأثار تحفظ الجهاز على التفاصيل الكثيرة والجوهرية أكثر من تساؤل عن جدية تحقيقاته، معززاً في الوقت ذاته أنباء عن ضلوع عميل للجهاز زرعه في أوساط «شبيبة التلال» الأكثر تطرفاً في المستوطنات، في الجريمة، سواء بتحريضه المنفذين عليها أو بعدم تبليغه عنها قبل تنفيذ الجريمة. وقال معلق عسكري بارز ساخراً إن «شاباك كشف سراً يعرفه الجميع منذ وقوع الجريمة»، خصوصاً أن المنفذين كتبوا على جدران البيت الذي أحرقوه «انتقام» و»يعيش الملك المسيح (المنتظر)»، فيما أكد شاهد أن أربعة من المتدينين اليهود ولّوا بعد إحراق البيت هاربين في اتجاه مستوطنة «معاليه إفرايم». وأضاف أنه فقط في حال إزالة حظر النشر عن كل التفاصيل ستكون الصورة واضحة، مستذكراً أنه بعد أيام من الجريمة اعتبرها الجيش الإسرائيلي رسمياً «إرهاباً يهودياً». وكان وزير الدفاع موشيه يعالون أعلن في أكثر من مناسبة أن هوية المخططين للعملية معروفة لسلطات الأمن، لكن ثمة ما يحول دون نشر التفاصيل، ليعزز بذلك شبهات ضلوع عميل ل «شاباك» في القضية، ما يحول دون تقديم لوائح اتهام ضد المنفذين. واعتبر حسن دوابشة، والد الشهيد عمر، والذي يرقد إلى جانب سرير حفيده أحمد في المستشفى، أن ما نشره «شاباك» لا يقول شيئاً تقريباً للعائلة، «إذ إننا لا نعرف كيف سيتطور التحقيق، وأرجو فعلاً أن يقود إلى الكشف عن القتلة منفذي الجريمة البشعة». وقال ابنه ناصر دوابشة: «في كل الأحوال، سيتم توفير الحجة التي تحول دون محاكمة المجرمين». وقال المحامي عمر خمايسة الذي يرافق العائلة من قبل المركز «الميزان» القانوني، إن العائلة لا تستعجل الحديث عن إغلاق الملف «لأن ما كشف هو عن اعتقال أولي لا يعرف هل ينتهي إلى تقديم لائحة اتهام». وكان المنسق الأممي الخاص للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أعرب أول من أمس عن أسفه وقلقه من البطء في نشاط السلطات الإسرائيلية في الكشف عن تفاصيل القضية، وقال: «على رغم مرور أربعة أشهر على القتل البشع للطفل علي دوابشة ووالديه، فإن من المؤسف أنه لم يتم الكشف عنها حتى الآن. وأنا قلق من البطء في التحقيق، وأدعو السلطات الإسرائيلية إلى التحرك بسرعة من أجل تقديم منفذي هذه الجريمة الفظيعة للمحاكمة».