اكتملت فصول مأساة عائلة فلسطينية بوفاة أم رضيع " ريهام دوابشة التي توفيت بعد زوجها وطفلها البالغ من العمر 18 شهراً، متأثرة بحروق أصيبت بها على أثر إلقاء متطرفين يهود زجاجةً حارقةً على منزلهم في 31 يوليو الماضي" وشيعها الفلسطينيون، أمس، في قرية دوما في الضفة الغربيةالمحتلة، وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس "الحداد الرسمي" لثلاثة أيام على وفاة دوابشة. من جهتها، دعت حركة حماس في بيان "فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى الرد بقوة وبحزم على الاستهتار الصهيوني بالفلسطينيين". واعتبرت "جريمة إحراق عائلة دوابشة، مثالاً لنتائج الاستهتار والتواطؤ الذي تمارسه السلطة الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني، وفي عدم مواجهتها لإرهاب مجموعات المستوطنين المدعومة من الاحتلال". وأكدت حركة حماس، "أنها لن تغفر للمحتل الغاصب جريمته بحق عائلة دوابشة، وعموم أهالي بلدة دوما بنابلس". ولم يبق من العائلة الفلسطينية الصغيرة سوى الطفل أحمد (أربع سنوات) الذي ما زال يتلقى العلاج في المستشفى. وكان ملثمون ألقوا في 31 تموز/يوليو من نافذة منزل العائلة التي تركت مفتوحة بسبب الحر، زجاجات حارقة. وقبل ريهام توفي طفلها الرضيع علي، في الحريق بينما قضى زوجها سعد متأثراً بجراحه بعده بثمانية أيام. وفي لحظات تحول منزل العائلة الصغيرة في قرية دوما المحاطة بمستوطنات إسرائيلية في شمال الضفة الغربية، إلى رماد. وكتب على الجدران المتفحمة لمنزل الأسرة الفلسطينية كلمات "انتقام" و"دفع الثمن" وهي العبارة التي يستخدمها المستوطنون وناشطو اليمين المتطرف الإسرائيلي لتوقيع جرائمهم. وتستند هذه السياسة الانتقامية على مهاجمة أهداف فلسطينية وعربية إسرائيلية وحتى جنود اسرائيليين. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة إسلامية ومسيحية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادرا ما يتم إيقاف الجناة. وإزاء انتقادات قسم من المعارضة ومن الخارج بتهمة "عدم معاقبة" منفذي الهجمات على الفلسطينيين، شددت إسرائيل في الآونة الأخيرة تحركها ضد المتطرفين اليهود من خلال عمليات دهم في المستوطنات وتوقيف ناشطين متطرفين يهود ضد الفلسطينيين دون توجيه اتهام لهم، وهو مصير عادة ما يواجه الفلسطينيين فقط. ورفض متحدث باسم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت" أمس، الرد على أي سؤال لوكالة فرانس برس، مؤكداً وجود أمر حظر نشر من السلطات حول التحقيقات في هذا الهجوم. وحددت إقامة عشرة عناصر من اليمين المتطرف يشتبه في تورطهم في "هجمات إرهابية" منها اعتداء دوما، في حين وضع ثلاثة آخرون قيد الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، وذلك في إطار التحقيق خصوصا في حريق دوما. وبين هؤلاء الثلاثة، مئير اتينغر، وهو من رموز التطرف اليهودي وحركة "شباب المستوطنات" التي تسعى لإقامة مستوطنات عشوائية دون تراخيص رسمية إسرائيلية. ومئير اتينغر هو حفيد الحاخام مئير كاهانا الذي أسس حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب والذي اغتيل العام 1990. وفي سياق فلسطيني آخر، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في القدسالشرقيةالمحتلة، أمس، عن وجود ما يزيد عن 11 ألف أمر هدم معلق يستهدف أكثر من 13,000 مبنى فلسطيني، من بينها منازل. وقال المكتب، "من المستحيل تقريباً أن يحصل الفلسطينيون على تصاريح بناء في معظم المنطقة (ج)". وأضاف: "تبلغ مساحة الأراضي التي صادق الحكم العسكري الإسرائيلي فيها على مخططات هيكلية للمستوطنات ما مجموعه 282,174 دونماً أو 8.5 % من مجمل مساحة المنطقة (ج)". وعلى النقيض من ذلك، تبلغ مساحة الأراضي التي صادقت (الإدارة المدنية )الحكم العسكري الإسرائيلي فيها على مخططات بناء سكني فلسطيني ما مجموعه 18,243 دونماً أو أقل من 1 بالمائة في المنطقة (ج). وذكر مكتب الأممالمتحدة أن سياسة التخطيط وتقسيم الأراضي التي تطبقها السلطات الإسرائيلية، بما في ذلك أساليب توزيع الأراضي العامة، تجعل من المستحيل فعلياً حصول الفلسطينيين على تراخيص بناء في معظم المنطقة (ج).