استمرت أمس معارك الكر والفر بين قوات النظام السوري وبين فصائل المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي (غرب سورية)، إذ ما أن يسيطر النظام وحلفاؤه على قمة جبلية أو تلة مشرفة حتى يشن المعارضون هجوماً معاكساً ويستعيدون ما كانوا خسروه للتو، وهو أمر تكرر مراراً خلال الأيام الماضية. وصعّدت مروحيات القوات الحكومية في الوقت ذاته قصفها بالبراميل على داريا في الغوطة الجنوبيةلدمشق، لكن من دون تسجيل أي تقدم ميداني. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أمس، إلى «معارك كر وفر» استمرت حتى الفجر «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة مدعمة بعناصر من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر، في جبل زاهي وعدة محاور بريف اللاذقية الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وكانت مواقع معارضة أشارت، مساء أول من أمس، إلى تمكن المعارضين من استعادة جبل زاهي للمرة الثانية بعد سيطرة قوات النظام عليه. وأشار المرصد أيضاً إلى تنفيذ طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» غارات على مناطق الاشتباكات، بالتزامن مع معارك تدور على محور الكنديسية بجبل التركمان ومنطقة الجب الأحمر بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، في حين استهدفت الفصائل المقاتلة آلية محملة بالذخائر لقوات النظام في الجب الأحمر، ما أدى إلى تدميرها ومقتل عدد من ركابها. أما الحكومة السورية، فقد أعلنت في المقابل تحقيق قواتها مزيداً من التقدم في ريف اللاذقية، إذ نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن «مصدر عسكري» تأكيده أن الجيش «فرض السيطرة الكاملة على تلتي الرحملية والخضر بريف اللاذقية الشمالي بعد عمليات مكثفة واشتباكات عنيفة» سقط خلالها «عشرات» المعارضين «بين قتيل ومصاب». وأوضحت «سانا» أن تلتي الرحملية والخضر تقعان شمال شرقي مدينة اللاذقية بنحو 60 كلم، وأن «الأهمية الاستراتيجية لهذه التلال في القطاع الأوسط من جبهة الريف الشمالي، تمكن في إشرافها على كامل العمق المتبقي» من أماكن انتشار المعارضة في الريف الشمالي. وفي شمال غربي البلاد، ذكر المرصد أن قوات النظام قصفت مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب فيما قُتل أربعة أشخاص بغارات نفذتها طائرات يُعتقد أنها روسية على مدينة معرة النعمان بريف إدلب الغربي. وأشار المرصد إلى إغارة الطيران الحربي والمروحي على بلدتي مورك واللطامنة وقريتي معركبة ولحايا بالريف الشمالي لحماة المجاورة. وفي شمال البلاد، تحدث المرصد عن اشتباكات «بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث وقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار من جهة أخرى، في حي جمعية الزهراء غرب حلب، بينما سقطت عدة قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على محيط دوار المالية ومناطق أخرى في حي جمعية الزهراء الخاضع لسيطرة قوات النظام». وتابع أن اشتباكات عنيفة تدور «بين جيش الثوار من طرف، وفصائل إسلامية ومقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر، في محيط قرية المالكية التابعة لمنطقة أعزاز ومحيط مطحنة الفيصل بالقرب من قرية كشتعار بريف حلب الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي ريف حلب الجنوبي، أشار المرصد إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في محيط قرية الحميرة وعدة محاور أخرى بريف حلب الجنوبي، ترافق مع استمرار القصف من قوات النظام على مناطق في بلدتي الزربة وخان طومان بالريف الجنوبي، وسط استهداف الفصائل الإسلامية بصاروخ موجّه مدفعاً لقوات النظام في قرية خلصة، ما أدى إلى إعطابه». وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد إنه «ارتفع الى 24 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي... على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع استمرار الاشتباكات بعد منتصف ليلة الخميس- الجمعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط المدينة». ولفت أيضاً إلى تنفيذ الطيران الحربي غارة على محيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، من دون أنباء عن إصابات. أما في الغوطة الشرقية، فقد سجّل المرصد 8 غارات نفذتها «طائرات حربية يعتقد أنها روسية» على بلدتي زبدين والنشابية ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية. في وقت تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام وبين الفصائل الإسلامية في محيط منطقة المرج التي استعاد المعارضون مواقع فيها كان النظام قد سيطر عليها في الأيام الماضية. وفي محافظة حمص (وسط)، أفاد المرصد بأن قوات النظام قصفت أطراف مدينة تلبيسة بالريف الشمالي، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وبين عناصر تنظيم «داعش» في محيط مدينة القريتين ومنطقة الدوة بريف حمص الشرقي، في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة عليهما، مشيراً إلى مقتل عنصر من قوات النظام وإلى غارات روسية على مواقع «داعش». وفي جنوب البلاد، قال المرصد إن قوات النظام قصفت مدينة انخل وبلدات جاسم وسملين وزمرين ومحيط تل الجابية قرب مدينة نوى، فيما قُتل عنصر من الفصائل المقاتلة جراء قصف قوات النظام أطراف بلدة النعيمة، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة الشيخ مسكين بريف درعا. أما وكالة «سانا» الرسمية، فقد أوردت أن الجيش النظامي سيطر أمس «على 8 كتل أبنية شرق نقابة الأطباء وجنوب ساحة بصرى في درعا المحطة». وفي محافظة القنيطرة المجاورة، تحدث المرصد عن سقوط قذائف هاون على مناطق قرب التلول الحمر شرق بلدة حضر الخاضعة لسيطرة قوات النظام في القطاع الشمالي بريف القنيطرة. وفي شرق البلاد، قال المرصد إن اشتباكات دارت بين قوات النظام وبين تنظيم «داعش» في محيط مطار دير الزور العسكري، حيث فجّر «داعش» شاحنة مفخخة، بينما سقطت قذائف أطلقها التنظيم على حي الجورة الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور. أما في محافظة الرقة المجاورة، فقد قال المرصد إنه «ارتفع إلى 12 بينهم 5 أطفال عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لطائرات حربية استهدفت منطقة مدرسة حطين في مدينة الرقة... وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة». ولفت إلى أن «الطائرات الحربية استهدفت منطقة مدرسة حطين في المدينة ب11 ضربة جوية على الأقل، والتي جاءت بعد ساعات من قيام عناصر التنظيم بقطع كف شاب بتهمة سرقة الدراجات النارية».