فرضت السعودية أمس عقوبات على 12 قيادياً من «حزب الله» اللبناني، إضافة إلى كيانات تعمل أذرعاً استثمارية للحزب، وتنفيذ عمليات للتنظيم في أنحاء الشرق الأوسط، استناداً إلى نظام جرائم الإرهاب وتمويله. وصنفت السعودية في أيار (مايو) الماضي، مسؤولين كباراً في حزب الله «إرهابيين»، واتهمتهما ب«الضلوع في نشر الفوضى وعدم الاستقرار». ويدعم مقاتلو «حزب الله» المتحالفين مع إيران، قوات النظام السوري في مواجهة جماعات من المعارضة السورية، يصفونها بأنها «إرهابية». وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس: «إن فرض العقوبات يأتي استناداً إلى مرسوم ملكي، يستهدف الإرهابيين وداعميهم، ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، إذ يتم تجميد أي أصول تابعة لتلك الأسماء المصنفة، وفقاً للأنظمة في المملكة، ويحظر على المواطنين السعوديين القيام بأي تعاملات معهم». وشمل التصنيف 12 شخصية، من بينهم القيادي العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين، المدرج سابقاً على لائحة الإرهاب الدولية، ومعروف بأسماء وكنيات عدة، منها: ذو الفقار، ومصطفى أمين بدر الدين، ومصطفى يوسف بدر الدين، وسامي عيسى، وإلياس فؤاد صعب. وهو من مواليد الغبيري في بيروت في السادس من نيسان (أبريل) 1961. وتقرر تعديل أسباب إدراجه من «إرهابي عالمي بحت» إلى «إرهابي عالمي مرتبط بحزب الله وناشط في الحرب السورية». وهو مسؤول عن عمليات الحزب العسكرية في سورية منذ عام 2011، بما في ذلك عمليات نقل مقاتلي الحزب من لبنان إلى سورية؛ بغية دعم النظام السوري. ومنذ أيلول (سبتمبر) 2011 هناك تنسيق وتعاون استراتيجي بين بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشكل أسبوعي. ويرافق بدر الدين نصر الله في اجتماعاته تلك في دمشق. ومنذ 2012 وبدر الدين ينسق العمليات العسكرية للحزب في سورية، وكان هو القائد الميداني للهجوم الذي شنه الحزب على بلدة القصير في شباط (فبراير) 2013. وهذا ما أكده «الجيش السوري الحر» في أيار (مايو) من العام ذاته. وبدر الدين كان مسجوناً في الكويت على ذمة قضية اتهامه بتفجير سفارتي أميركا وفرنسا عام 1983، وهرب لاحقاً من البلاد من محبسه في السجن المركزي مع أول أيام الغزو العراقي في آب (أغسطس) 1990. وهو متهم أيضاً بعملية اغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري، ويحاكم غيابياً في محكمة العدل الدولية بلاهاي. قاسم حجيج وشمل التصنيف الذي أعلنته وزارة الداخلية السعودية أمس، رجل الأعمال اللبناني قاسم حجيج، الذي اتُّهم بدعم أنشطة الحزب المالية في لبنانوالعراق. وحجيج، من مواليد لاغوس-نيجيريا (لبناني الأصل). وترأس مجلس إدارة بنك الشرق الأوسط وأفريقيا MEAB، حتى نهاية حزيران (يونيو) الماضي، بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاثة لبنانيين وشركاتهم، لاتهامهم بالانتماء إلى شبكة تدعم «حزب الله»، ومن بينهم حجيج، وهو ما رفع المخاوف في أوساط القطاع المصرفي من أن يكون المصرف دخل في أزمة ومواجهة مباشرة مع الخزانة الأميركية. أدهم طباجة وأدهم طباجة من مواليد 24 تشرين الأول (نوفمبر) 1967، في كفرتبنيت، لبناني، وبحسب وزارة الخزانة الأميركية؛ فإنه عضو في «حزب الله»، ويملك معظم أسهم شركة مجموعة الإنماء للأعمال السياحية التي أدرجتها السعودية ضمن التصنيف. وتُعنى في قطاع العقارات والبناء في لبنان، ولها فروع، منها شركة «الإنماء للهندسة والمقاولات» التي تنشط في لبنانوالعراق، وشركة «الإنماء للتسلية والترفيه». وتؤكد معلومات وجود علاقات مباشرة بينه وبين كبار القادة التنظيميين في «حزب الله»، بما في ذلك الذراع التنفيذية للحزب، وباسمه ممتلكات على الأراضي اللبنانية نيابة عن الحزب. واستخدم طباجة علاقته مع قيادات الحزب من أجل إنشاء «مونوبول» (شركة مسيطرة) خاص بشركته لأعمال البناء في الضاحية الجنوبيةلبيروتوجنوبلبنان. كما استخدم طباجة فروع شركة الإنماء للهندسة والمقاولات في العراق للحصول على تلزيمات مشاريع نفطية وتنموية؛ لتقديم المزيد من الدعم المالي والتنظيمي إلى الحزب. حسين فاعور حسين علي فاعور، مواليد عام 1966 في الخيام، لبناني الجنسية، وهو عضو الوحدة المسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج لبنان. ويدير مركز العناية بالسيارات Car Care Center في بيروت، الذي يُعتبر واجهة يستغلها الحزب لتوفير صيانة لوسائل النقل الخاصة بعناصره. كما أشار البيان إلى عمل نشاط مشترك بين فاعور وطباجة في تأمين وإدارة أعمال البناء والنفط ومشاريع أخرى في العراق لحساب شركة الإنماء للهندسة والمقاولات. إبراهيم عقيل وعمل إبراهيم عقيل لفترة معينة قائداً عسكرياً جنوبلبنان، وكان اليد اليمنى للقائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، في عمليات عدة. وأنهى مهام منصبه قبل بدء الحرب الثانية على لبنان بوقت قصير. كما نقلت معلومات تشير إلى أنه تمكن من الإفلات من محاولة اغتيال عام 2000 بعد إطلاق صاروخ على سيارته. وخلال الحرب الثانية على لبنان كان عقيل مسؤولاً عن التنسيق الاستخباري مع سورية، التي قامت بنقل معلومات استخبارية كثيرة إلى حزب الله. وإبراهيم عقيل، الذي يُعرف أيضاً بإبراهيم محمد عقيل، من مواليد بدنايل (لبنان) في 24 كانون الأول (ديسبمر) 1962، أو 1 كانون الثاني (يناير) 1962. وسبب إدراجه ارتباطه ب«حزب الله»، ونشاطه في سورية. وهو يعمل في أعلى مراتب الجناح العسكري للحزب، ضمن ما يعرف باسم «مجلس الجهاد»، ويلعب دوراً حيوياً في عمليات الحزب العسكرية في سورية، من خلال مساعدة عناصر الحزب والقوات الموالية للنظام السوري في معاركهم ضد قوات المعارضة السورية. وأصدر الإنتربول مذكرات «حمراء» في حق عقيل، تؤكد تاريخه الحافل مع «حزب الله»، وإرهابه بما في ذلك عملية خطف رهينتين ألمانيتين أواخر ثمانينات القرن الميلادي الماضي، وحملة تفجير في باريس عام 1986. فؤاد شكر فؤاد شكر المعروف ب«الحاج محسن شكر»، وعنوانه في بناية الفردوس، عزي، في حارة حريك (لبنان). وهو من مواليد عام 1962 في بلدة النبي شيت في بعلبك. ومكان ولادة محتمل آخر هو بيروت. وأسباب إدراجه هو ارتباطه ب«حزب الله» ونشاطه في الحرب السورية. وهو أحد أعضاء «مجلس الجهاد» في الجناح العسكري لحزب الله. ويلعب دوراً حيوياً في الصراع السوري، بمساعدته قوات النظام و«حزب الله» في المعارك ضد قوات المعارضة السورية. عبدالنور شعلان عبدالنور شعلان، واسمه الثلاثي عبدالنور علي شعلان. من مواليد بعبدا (لبنان) عام 1961، أو بتاريخ 17 أيار (مايو) 1964. وهو مدرج «إرهابي عالمي مرتبط بحزب الله». وهو رجل أعمال مرتبط في شكل وثيق بقيادة التنظيم، وشخصية محورية أسهمت في نقل الأسلحة بين الحزب وشركائه في المنطقة على مدى السنوات ال15 الماضية. وكان دوره رئيساً في تأمين حصول «حزب الله» على الأسلحة، بما فيها الصغيرة، منذ اندلاع الثورة في سورية، وكان يحرص على مرور الأسلحة عبر الحدود إلى عناصر الحزب من دون سؤال من الأجهزة الأمنية المختصة. وفي عام 2014 استخدم شعلان عمله كغطاء لمواد عسكرية وأسلحة للحزب في سورية. وتورط في 2012 في مساعدة «حزب الله» في الحصول على أسلحة ومعدات نقلها إلى داخل سورية. وفي 2010 كان الشخصية الرئيسة في سمسرة صفقات بين الحزب ومسؤولين في نظام الأسد وشركات في روسيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا لشراء الأسلحة وبيعها. وفي 2010 طلب الحصول على أطنان من مادة «الأنهيدريد»، التي تستخدم في إنتاج المتفجرات والمخدرات الناركوتية (التي تعدم إحساس الإنسان وقد تعطى للمقاتلين لارتكاب الفظائع)، لمصلحة «حزب الله». وفي نوفمبر 2009 نسق بين الحزب ومسؤولين في النظام السوري؛ من أجل شراء وتسليم آلاف البنادق إلى السلطات السورية. محمد كوثراني يعرف الكوثراني بأنه مسؤول الملف العراقي في «حزب الله»، وتسلم ملفات عدة للحزب في العراق، وتتهمه وزارة الخزانة الأميركية بإتمام مشاريع لحزب الله في العراق، بالتعاون مع أدهم طباجة، واشتهر بتصريحاته العدائية نحو السعودية، وكان آخرها تصريح أطلقه هاجم فيه السعودية على خلفية انطلاق «عاصفة الحزم» في اليمن. علي موسى دقوق علي موسى دقدوق أو «الحاج ساجد»، وهو قيادي في «حزب الله»، معروف باليد اليمنى للقائد العسكري السابق عماد مغنية، الذي قُتل في سورية، ويعرف دقدوق ب«قائد مواجهات إقليم التفاح» في الثمانينات. واعتقلته القوات الأميركية في العراق عام 2007، بتهمة التعاون مع الحكومة الإيرانية، والضلوع في الهجوم الذي أسفر عن اختطاف وأسر أربعة جنود أميركيين وقتلهم في مدينة كربلاء عام 2007 في عملية نفذتها «عصائب أهل الحق». وبقي في السجن حتى خروج القوات الأميركية من العراق، إذ أفرجت عنه حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. محمد يوسف أحمد منصور الشهير ب«سامي شهاب»، لبناني وقيادي في «حزب الله»، هرب من السجن في مصر عام 2011، خلال أحداث ثورة يناير، حين عمت الفوضى البلاد، وهرب عدد كبير من السجناء الأمنيين. واتهمته نيابة أمن الدولة العليا المصرية، مع 27 شخصاً بالتخطيط لهجمات وأعمال تخريبية داخل الأراضي المصرية، وتهريب أسلحة إلى الفصائل المقاتلة في غزة. ونال بعدها حكماً بالسجن 15 عاماً عام 2009. ويرجح أنه كان مسؤولاً عن ملف مصر في الحزب. وتدرج سامي في السلم التنظيمي والعسكري في الحزب، والتحق في الوحدة 1800 في حزب الله، المكلفة بدعم القضية الفلسطينية، ثم تلقى تدريبات على الأعمال الاستخباراتية. وكشفت التحقيقات مع الخلية، التي ترأسها شهاب بعد القبض عليه، أنهم كانوا يسعون لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية ضد مواطنين مصريين وإسرائيليين في مصر. واعترف شهاب أن العمليات كلها كانت تستهدف الوضع الداخلي في مصر، ولا علاقة لها بمساعدة التنظيمات الفلسطينية في غزة. وتشير المعلومات إلى أن كلاً من محمد نجيب كريم، ومحمد سلمان فواز، تتركز جهودهما في خطوات دولية لتعزيز مكانة «حزب الله» مالياً، وبشرياً، وبوسائل القتال والبنى التحتية. كما أنهما مسؤولان في القيادة العسكرية، ومنضويان في المجلس العسكري في «حزب الله»، ويعتقد بأنهما من المشتركين الأساسيين في العمل العسكري في سورية، ومن القيادات الأساسية التي تشرف على العمليات العسكرية في الداخل السوري.