أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن أجهزتها الأمنية قبضت، بعد متابعة استمرت نحو ستة أشهر، على 113 عنصراً من المرتبطين ب«تنظيم القاعدة» في اليمن بينهم 58 سعودياً و52 يمنياً إضافة إلى صومالي وبنغلاديشي وإريتري، فيما أكد المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في حديث للتلفزيون السعودي أن تنظيم القاعدة في اليمن استغل مواسم الحج والعمرة لإدخال بعض العناصر. وجاء في البيان الذي وزّعته وزارة الداخلية أمس أنه إلحاقاً لما سبق الإعلان عنه في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2009، بخصوص المواجهة الأمنية التي وقعت في 14 تشرين الأول (أكتوبر) في نقطة أمن الحمراء على طريق الساحل في منطقة جازان (جنوب)، إذ تعرّض رجال الأمن إلى إطلاق نار من شخصين تنكرا بزي نسائي، واتضح بعد مقتلهما إثر تسللهما من اليمن أنهما: يوسف محمد مبارك الشهري (سعودي) ورائد عبدالله سالم الحربي (سعودي)، وأنهما كانا بصدد تنفيذ عمل إرهابي، كما تبيّن أنهما كانا يرتديان حزامين ناسفين، وبحوزتهما حزامين آخران، و12 قنبلة يدوية ومبالغ مالية بينهما عملات أجنبية، وأن التحقيقات الأولية قادت إلى القبض على سبعة أشخاص قاموا بتنسيق دخول المجرمين. وأفاد التركي بأن القراءة الأولية للحادثة والأسلحة التي تم ضبطها بيّنت أن «التنظيم الضال» في الخارج استفاد من عناصر داخل الوطن، واعتمد عليها في تنفيذ مخططاته الإجرامية جاء البعض منهم «تحت ستار العمل أو زيارة الأماكن المقدسة أو تسللاً عبر المناطق الحدودية»، وذلك لتسهيل التواصل مع المغرر بهم، وتجنيدهم للفئة الضالة وجمع الأموال وتنفيذ المخططات الآتية من الخارج، لتستهدف الوطن في أبنائه وأمنه ومقدراته. وأشار المتحدث باسم الداخلية أن رجال الأمن «تمكنوا من القبض على عناصر مهمة قامت ببناء شبكة غالبها من المقيمين، إضافة إلى المغرر بهم، ومن بينهم انتحاريون لتنفيذ هجمات في الداخل واستهداف منشآت وطنية والترصد لرجال الأمن، وذلك بالتزامن مع ما شهدته حدود المملكة الجنوبية من أحداث». ولفت التركي إلى أن اجمالي المقبوض عليهم بلغ 101عنصر، بينهم 47 سعودياً و51 يمنياً، إضافة إلى صومالي وبنغلاديشي وإريتري، وزاد: «كما تمكنت قوات الأمن من اعتراض خليتين تتكون كل منهما من ستة عناصر، وتعمل كل خلية بصفة مستقلة عن الأخرى، وكلاهما على ارتباط مباشر بالتنظيم الضال الذي اتخذ من أرض اليمن منطلقاً لتنفيذ عملياته الإجرامية (....) وجميعهم من السعوديين ما عدا يمني واحد»، مشيراً إلى أن الخليتين كانتا في المراحل الأولية من التجهيز لمهاجمة منشآت نفطية وأمنية في المنطقة الشرقية. وأوضح التركي أن الأجهزة الأمنية ضبطت مع المقبوض عليهم أسلحة وذخائر ومعدات تصوير وأجهزة حواسيب وأجهزة اتصالات، وعلى أعداد كبيرة من شرائح الاتصالات مسبقة الدفع ومبالغ نقدية ووثائق، مشيراً في حديثه للتلفزيون السعودي إلى أن بعض الأسلحة ضبطت في منازل والبعض الآخر في الصحراء، فيما لا يزال العمل جارياً على البحث عن المزيد من هذه الأسلحة. وفي مؤتمر صحافي أمس، أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن من بين ال 113 المقبوض عليهم، امرأة تم التحفظ عليها بمعرفة ذويها لاستجوابها وتحديد موقفها. وقال التركي رداً على سؤال ل «الحياة»، إنه ثبت لدى الأجهزة الأمنية وجود تعاون بين عناصر التنظيم والمتمردين التي تمت مواجهتهم على الحدود السعودية – اليمنية، واستغل التنظيم تلك المواجهات في تمرير عدد من عناصره والأسلحة والذخائر، ولا سيما أن عدداً من المدنيين قدّموا مساعدات للتنظيم على أنهم أشخاص بسطاء يبحثون عن مصدر للرزق. وأشار الناطق باسم وزارة الداخلية إلى أن الأجهزة الأمنية اعترضت الخليتين الانتحاريتين في المنطقة الشرقية، وكانوا في مرحلة ينتظرون الأوامر من تنظيم «القاعدة» في اليمن، لتنفيذ عملياتهم الانتحارية، إذ إن المخططات جاهزة والأهداف تم تحديدها، وكانوا على تواصل مع شخص يكنى ب (أبو هاجر)، ولفت إلى أنه تم العثور على العديد من الأسلحة أخفيت في المنازل وبعضها دُفِن في الصحراء. وأضاف: «أن الشبكة التي يتكون أعضاؤها من 101 كانت مهمتها التخطيط والتنفيذ لاغتيالات قيادات أمنية في مختلف المناطق، أما الخليتان الأخريان فهي بمعزل عن الأولى وتستهدف منشآت نفطية وأمنية». إلى ذلك، أوضحت مصادر أمنية ل «الحياة»، أن الأجهزة الأمنية تحفظت على المرأة وهي سعودية الجنسية، خلال عملية دهم لأحد المنازل حي الخبيبية في محافظة بريدة (400 كيلومتر شمال الرياض)، مشيراً إلى أن المرأة توارت عن الأنظار من دون علم أسرتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وقالت المصادر، إن المرأة المتحفظ عليها، زوجة أحد المطلوبين قتل في مواجهة أمنية في حي التعاون في الرياض 2005. التركي: حزامان ناسفان إضافيان في مواجهة «حمراء جازان» قادانا لكشف المطلوبين استهداف المنشآت النفطية محاولة «مستحيلة» لجر أميركا إلى المنطقة إنجاز أمني جديد