لا يقتصر نشاط النجم الأميركي جورج كلوني على التمثيل والإخراج، بل يمتد ليشمل مجالات إنسانية، على رأسها مكافحة الفقر وانتهاكات حقوق الإنسان في منطقة دارفور في السودان. وشارك كلوني في كثير من البرامج الخيرية والمشاريع الفاعلة في مجال حقوق الانسان. ففي العام 2007، أسس النجم الأميركي منظمة الإغاثة الدولية «نت أون أور ووتش» (لن يحدث تحت أنظارنا)، مع مجموعة من أصدقائه الممثلين الذين اشتركوا معه في فيلم «اوشنز 11»، مثل براد بت ودون تشيدل ومات دايمون، بالإضافة إلى المنتج جيري واينتروب. وتهدف المنظمة إلى تسليط الضوء على النزاعات والإنتهاكات التي لا يعيرها الإعلام اهتماماً كبيراً، بالإضافة إلى جمع التبرعات لتقديم المساعدات الإنسانية حول العالم. وشارك كلوني ضمن إطار عمل المنظمة، في الكثير من الفاعليات التي تسلط الضوء على الحرب في دارفور تحديداً، وتبرع بملايين الدولارات ل«برنامج الغذاء العالمي» الذي ترعاه الأممالمتحدة لمساعدة المتضررين من تلك الحرب. وكان مدير «اللجنة العالمية للإنقاذ» جورج روب، قال في 2007 إن «المشاهير يمتلكون قدرة خاصة على تسليط الإنتباه العالمي على حالات الطوارئ، وشحذ الهمم لجمع الموارد الكافية لمساعدة الأشخاص المحتاجين»، مؤكداً أن التبرعات التي يجمعونها تسهم بشكل مهم في عمل اللجنة العالمية. وعام 2010، أسس الممثل الأميركي، بالتعاون مع رئيس مجموعة «إيناف» (كفاية) للدفاع عن حقوق الانسان جون بريندرغاست، مشروع «ساتيلايت سينتيل» (القمر الاصطناعي الحارس) الذي يستعين بأقمار شركة «ديجيتال غلوب» الإصطناعية لرصد احتمال انتهاكات حقوق الإنسان في السودان. وبعد التقاط الصور، تعمل «مبادرة هارفرد للشؤون الإنسانية» على تحليلها والقيام بمزيد من البحث، ومقارنة المعطيات بالتقارير الميدانية التي تقدمها «إينوف» عن الإبادة الجماعية في تلك المناطق، ثم يتم إرسال الصور إلى السياسيين ومختلف وسائل الاعلام حول العالم، من أجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف أعمال العنف والإنتهاكات ضد الإنسانية في السودان. وقال الممثل الأميركي في بيان حينها: «إننا نريد أن نُعلم الذين يقومون بأعمال ضد الانسانية بأن العالم يتابعهم، إذ أن مجرمي الحرب ينعمون بالظلام، فيما يصعب عليهم القيام بما يفعلون وسط التغطية الإعلامية». وفي تموز (يوليو) من العام الحالي، أطلق كلوني وبريندرغاست مشروع «سينتري» الذي يعمل مع شبكة من الصحافيين والناشطين والمحققين الإقتصاديين على أرض الواقع، لتقصي مصادر تمويل الحروب في جنوب السودان وافريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية. وأوضح بريندرغاست أن الهدف من هذا المشروع هو «متابعة أصول الأموال، ومنع المستفيدين من الحرب من الحصول على أرباح جرائمهم». ويأمل الناشطان أن يساعد «سينتري» في الضغط على «الأطراف الاقتصادية» الضالعة في الفساد، مثل المصارف ورجال الاعمال والشخصيات الرسمية، لوقف النزاعات التي تهز القارة الافريقية. وكانت الأممالمتحدة عينت كلوني سفيراً للسلام لها عام 2008، للمساعدة في جذب الانتباه العالمي لبرامجها، بالإضافة إلى تعزيز جهودها الهادفة إلى نشر السلام حول العالم. لكن نجم هوليوود قرر العام الماضي التنازل عن المنصب بعد ست سنوات من العمل، موضحاً أن «ليس لديه الوقت الكافي للترويج لجهود المنظمة الدولية لحفظ السلام»، بسبب انشغاله بأنشطته المختلفة وارتباطه بالمحامية البريطانية اللبنانية الأصل أمل علم الدين.