حذرّت المنظمة الأميركية "إينوف از اينوف" اليوم من انفجار الأوضاع في منطقة "أبيي" المتنازع عليها بين جوباوالخرطوم، مشيرة إلى أنها رصدت عناصر من جيش جنوب السودان في المنطقة. وفي تقرير قالت منظمة "إينوف از اينوف" إنها رصدت تواجد 660 عنصراً من جيش جنوب السودان في المنطقة، بحسب إحصاء رسمي أعدته قوة حفظ السلام الأفريقية (الإثيوبية) المنتشرة في المنطقة. والمنظمة هي مشروع أميركي تأسس عام 2007 في واشنطن، لمناهضة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في العالم. وأعربت المنظمة عن مخاوفها من أن "تواجد هذه العناصر في مسارات الرحلة الموسمية لقبيلة "المسيرية" الموالية للخرطوم، بمواجهات عسكرية محتملة"، لافتة إلى أن "هذه القوات قد حفرت خنادق في مناطق تواجدها، مما يرسل إشارة بتوقع عمليات عسكرية"، مشيرة إلى أن التوترات الحالية التي تشهدها المنطقة تزامنت مع بداية تحرك رعاة "المسيرية" من مناطقهم بإتجاه المراعي التي تقع داخل حدود مناطق "دينكا نقوك". وتوقعت المنظمة أن المواجهات المحتملة بين المجموعتين، ربما تقود إلى توسعة نطاق الحرب بين الدولتين (السودان وجنوب السودان)، اذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل فوري، مناشدة الطرفين سحب قواتهما خارج حدود منطقة أبيي تجنبا للصراع. وحثت المنظمة الأميركية قوات الاتحاد الإفريقي الموجودة بالمنطقة بالمساهمة في عمليات نزع السلاح من أيدي المجموعات المسلحة، والشروع في عملية مصالحة شاملة بين "الدينكا" و"المسيرية" وذلك بعد أن تقوم اللجنة المكلفة من قبل الاتحاد الإفريقي بالتحقيق في مقتل زعيم "دينكا نقوك" في آيار (مايو) عام 2012 بنشر نتائج تحقيقاتها علي الملأ. وطالبت قبيلة "المسيرية" السودانية بالاعتذار ل"دينكا نقوك" عن مقتل زعيمهم علي يد مجموعة تابعة للمسيرية. وتناقش لجنة التفاوض بين البلدين القضايا التي ترتبت على انفصال الجنوب تموز (يوليو) 2011، وعلى رأسها منطقة أبيي المتنازع عليها والغنية بالنفط. وظلت العلاقة متوترة بين السودان وجنوب السودان منذ انفصال الجنوب في تموز (يوليو) 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005 أنهى واحدة من أشرس وأطول الحروب الأهلية في أفريقيا رغم توقيعهما لبروتوكول تعاون يشمل تسع اتفاقيات في أيلول (سبتمبر) 2012 برعاية الاتحاد الأفريقي. وتحسنت العلاقة بين البلدين في تموز (يوليو) الماضي حيث شرعا في تنفيذ الاتفاقيات في أعقاب حل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت لحكومته، وتشكيل أخرى جديدة رأت الخرطوم أنها خالية من الوجوه المعادية لها والمتمسكة بدعم جوبا للمتمردين على حكومة الخرطوم وهو الاتهام الذي تسبب في تعطيل الاتفاقيات. وكان من المفترض أن يجرى استفتاء لأهل أبيي بالتزامن مع استفتاء الجنوب في كانون الثاني (يناير) 2011 إلا أن الاختلاف حول أهلية الناخب عطل الخطوة حيث يتمسك الشمال بمشاركة قبائل المسيرية البالغ عددهم حوالي 450 ألف مواطن في الاستفتاء، بينما يطالب الجنوب بأن يقتصر التصويت على قبيلة دينكا نقوك المتحالفة معه ويقدر عدد أفرادها بحوالي 200 ألف مواطن. وتقضي قبائل "المسيرية" الرعوية من أصل عربي حوالي 8 أشهر من العام جنوب أبيي من تشرين الثاني (نوفمبر)، وحتى حزيران(يوليو) قبل أن تنتقل شمالا بماشيتها التي تقدر بحوالي 10 ملايين رأس من الأبقار بخلاف بقية المواشي. وتقول جوبا إن "المسيرية" غير مقيمين بصورة دائمة في المنطقة وبالتالي لا يحق لهم التصويت وهو ما تفنده الخرطوم بحجة أن النشاط الرعوي لا ينفي صفة المواطنة. وفي تشرين الأول (اكتوبر) الماضي نظمت قبيلة دينكا نقوك، استفتاء آحادي، جاءت نتيجته لصالح دولة جنوب السودان إلا أن أي من الحكومتين لم تعترف به.