جوبا (جنوب السودان - «الحياة»، ا ف ب - قالت ناطقة باسم الاممالمتحدة امس ان قرار ما اذا كانت بعثة المنظمة الدولية ستستمر في السودان بعد انفصال الجنوب في يدي مجلس الامن الدولي، وليس في يدي الحكومة السودانية. وكانت الحكومة السودانية اعلنت انها أخطرت الامين العام للامم المتحدة رسميا بأن مدة مهمة القوات الدولية ستنتهي في 9 تموز (يوليو)، وهو اليوم الذي ينفصل فيه الجنوب رسميا عن الشمال. وتعمل البعثة على تطبيق اتفاق للسلام وقع العام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. وقالت هوا جيانغ الناطقة باسم الاممالمتحدة: «موقفنا بسيط وواضح. انها مسألة يتعامل معها مجلس الامن... تستطيع الحكومة (الشمالية) التعبير عن رغباتها، وفي نهاية المطاف قرار الرحيل او البقاء متروك لمجلس الامن». وصوت ابناء جنوب السودان بغالبية ساحقة لصالح الاستقلال في استفتاء أجري في كانون الثاني (يناير) الماضي نص عليه اتفاق السلام. في موازاة ذلك، اوردت مجموعة مراقبة غير حكومية امس ان صوراً جديدة التقطتها اقمار اصطناعية في منطقة ابيي تظهر ادلة على ارتكاب جيش شمال السودان جرائم حرب من بينها «حملة تطهير عرقي برعاية حكومية». وقالت مجموعة «ستلايت سنتينال بروجكت» التي حصلت على الصور وقامت بتحليلها، ان تلك الصور تظهر «تدميراً واسعاً ومتعمداً واستيلاء على ممتلكات من دون تبرير وضرورة عسكرية لذلك». وأضافت ان ثلث المنازل و «المباني المدنية» في مدينة ابيي دمرت تماماً، كما تم تفجير جسر رئيسي يصل ابيي بالجنوب. واعتبرت المجموعة التي أسسها نجم هوليوود وناشط حقوق الانسان جورج كلوني العام الماضي ان ذلك «سيصعب على عشرات الآلاف من المشردين العودة الى المنطقة». وقال كلوني في بيان: «اصبح لدينا الآن دليل مؤكد بجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الخرطوم في ابيي». وذكر انه يتم حالياً ارسال الادلة الى مجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت في السابق مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بتهم ارتكاب اعمال ابادة في اقليم دارفور. وقالت المجموعة التي مقرها الولاياتالمتحدة في بيان ان «حكومة السودان ارتكبت انتهاكات خطيرة لميثاق جنيف وغيرها من جرائم الحرب يمكن ان يشكل بعضها جرائم ضد الانسانية». وأضافت ان «مجموع الادلة التي تم جمعها من الاقمار الاصطناعية والمصادر الارضية تشير الى حملة تطهير عرقية ترعاها الحكومة في معظم منطقة ابيي المتنازع عليها».