إسلام آباد – رويترز، يو بي آي، أ ف ب – طلبت الحكومة الباكستانية أمس، إذناً من المحكمة للتحقيق مع العالم النووي عبدالقدير خان بتهمة نقل أسرار نووية الى العراق وايران، وذلك قبل ايام من بدء محادثات استراتيجية بين الولاياتالمتحدةوباكستان، يرجح ان تطلب الأخيرة فيها إبرام اتفاق نووي مدني مع واشنطن مماثل لاتفاق وقعته الولاياتالمتحدة مع الهند. وظهرت مؤشرات الى احتمال أن تخفف واشنطن موقفها من هذا الموضوع، في ظل نقص الطاقة المزمن والحاد الذي تعاني منه باكستان، ما يؤدي الى انقطاع التيار الكهربائي لساعات يومياً في معظم أنحاء البلاد. وقال محامي الحكومة نويد عناية مالك: «نسعى في الأساس الى الحصول على إذن بمقابلة الدكتور خان والتحقيق معه في الأمر، اضافة الى منعه من الإدلاء بأي تصريح أو الاتصال بأحد»، موضحاً أن الطلب قدم الى محكمة لاهور العليا بعدما أورد مقالان نشرتهما صحيفة «واشنطن بوست» في 10 و14 الشهر الجاري أن «العالم النووي الباكستاني حاول بعلم الحكومة الباكستانية مساعدة ايران والعراق في تطوير أسلحة نووية»، وهو ما نفته إسلام آباد. وأرجأت محكمة لاهور النظر في طلب الحكومة الى غد. واعتبر خان، أبا البرنامج النووي الباكستاني، محور اكبر فضيحة انتشار نووي في العالم عام 2004، حين اعترف علناً بأنه باع أسراراً نووية الى إيران وكوريا الشمالية وليبيا. ولم توقع باكستان على معاهدة حظر الانتشار النووي منذ أن أجرت تجارب نووية عدة عام 1998. ويعتقد أنها تملك قدرة إنتاج قنابل منذ عام 1986. على صعيد آخر، يلقي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري اليوم كلمة في مناسبة العيد الوطني تتناول احتمال إقرار البرلمان هذا الشهر مجموعة اصلاحات الدستورية تجرده من سلطاته الواسعة، ما يجعله مجرد رئيس شرفي، فيما سيتمتع رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بنفوذ كبير بعد انتقال غالبية سلطات زرداري إليه. وأيد زرداري على مضض التنازل عن بعض سلطاته، وبينها سلطة حل الجمعية الوطنية وتعيين قادة الجيش والبحرية والقوات الجوية. وكذلك تحجيم دوره في تعيين القضاة ورئيس اللجنة الانتخابية، وتشكيل حكومة انتقالية قبل الدعوة الى اجراء انتخابات عامة، وفرض حال الطوارئ. وتدعو التغييرات المقترحة أيضاً إلى رفع القيد المفروض على تولي رئاسة الوزراء لفترة ثالثة، ما سيتيح لخصم زرداري الأكبر رئيس الوزراء السابق نواز شريف للعودة إلى السلطة بعد الانتخابات العامة المقررة بحلول 2013. وستقتصر قوة زرداري بعد تحوله الى رئيس شرفي على «حزب الشعب» الحاكم الذي يتزعمه منذ اغتيال زوجته رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في كانون الأول (ديسمبر) 2007. لكن لم تتضح قدرة زرداري على إبقاء سيطرته على الحزب مع فقدانه سلطاته الواسعة، مع العلم ان الحزب وقف إلى جانبه خلال الأزمات السياسية التي واجهها خلال توليه الرئاسة في أيلول (سبتمبر) 2008، على رغم افتقاده الشخصية القيادية التي تحلت بها زوجته بوتو، ومواجهته اتهامات بالفساد. ويتوقع محللون أن يحتفظ الجيش بدوره المهيمن في الشؤون السياسية، كما كان الحال حين اضطلع بدور من وراء الكواليس العام الماضي لإنهاء الأزمة بين زرداري وشريف حول إعادة القضاة الذين عزلهم الرئيس السابق برويز مشرف، وان يبقي على سيطرته على مجالات أخرى مثل السياسة تجاه أفغانستان والمعركة مع المتشددين الإسلاميين والعلاقات مع الهند. ميدانياً، قتل شخص واحد على الأقل وجرح أربعة آخرون في انفجار قنبلة بمدينة كويتا عاصمة اقليم بلوشستان (جنوب غرب)، حيث يشن متمردون بلوش تمرداً محدوداً للسيطرة على الموارد الطبيعية في الإقليم. واستهدفت القنبلة رجال الأمن، مع العلم ان مسلحين قتلوا سابقاً مدير مدرسة في كويتا. وفي حادث منفصل، قتل 16 متشدداً لدى قصف مروحيات باكستانية مواقعهم في منطقتي كورام وأوراكزاي القبليتين. كما اعلنت السلطات اعتقال 7 مسلحين بينهم قيادي يدعى شوتا عثمان خلال عمليات دهم في منطقة مهمند بمدينة بيشاور (شمال غرب).