أثبت نجم فريق الاتحاد محمد نور في مناسبات عدة انه لاعب من طراز فريد وموهبة كروية فذة، وتعول الجماهير كثيراً على قائد «العميد» لقيادة الفريق إلى العودة إلى وهجه المعهود عنه بعد حال عدم الاتزان التي مر بها الفريق أخيراً. ويتمتع نور بقدرة فائقة على تجاوز المعضلات والتحديات، فعلى رغم الانتقادات اللاذعة التي توجّه له من فينة إلى أخرى من البعض إلا أنه يؤثر الصمت ويعود أقوى مما كان. وجسّد النجم الاتحادي عطاءاته المميزة التي سطّرها بمداد من «نور» على كراسة تاريخ ناديه خصوصاً والكرة السعودية عموماً بعدما كان متوهجاً في ليلة «الكلاسيكو» الخميس الماضي، إذ صال وجال في وسط الميدان وموّل الهجوم بالكرات السهلة مطوعاً قدراته الفنية لمصلحة فريقه. ورفض نور كعادته أن يخرج من مواجهات الكبار من دون أن يضع بصمته في مدارج الصعود، إذ سجل هدفاً على طريقة الفرنسي زين الدين زيدان في مرمى الحارس الايطالي العملاق بوفون، وصنع هدف التفوق بتمريرة من ماركة نور الخاصة، ليؤكد من خلال هدفه وصناعته أن نور إذا ما حضر كان لفريقه الحضور المميز، وعندما يغيب كما حدث في مباراة الدور الأول التي جمعت الفريقين في العاصمة الرياض يتأثر الفريق تأثراً بالغاً. ونور الذي يقطع أكثر من مسافة 150 كيلاً يومياً من مقر إقامته في جدة إلى مكة يزيد على 15 عاماً من أجل معشوقته كرة القدم وناديه «العميد»، كما هو نجم ساطع في المستطيل الأخضر هو كذلك في خارجه، فالقريبون منه يعون دوره الإنساني والاجتماعي، إذ لم تجرّده الشهرة من تواضعه، فهو ذلك الذي يقيم مأدبة الإفطار اليومية في الشهر المبارك، ويكسي اطفال حارته في العيدين، ويجعل من راتبه مخصصات شهرية للأسر المحتاجة. ويسجّل لنجم الكرة السعودية موقفه وإسهامه في عودة فريقه إلى سابق عهده محققاً الانتصارات، عندما دعا زملاءه اللاعبين لأداء مناسك العمرة وتناول العشاء في منزله قبل لقاء ذوب هان أصفهان الإيراني وسط أجواء ودية صافية، كان لها الأثر في تحفيز اللاعبين وشحذ هممهم لتؤتي ثمارها من أجل إسعاد جماهيرهم العريضة. وتنتظر نور إنجازات شخصية مقبلة، وإن كان أعلن أن المجد الشخصي لا يمثل له أهمية أمام الإنجازات التي يحققها ناديه أكثر من مرة، غير أنه بات قريباً من تسجيل انجاز آسيوي جديد في حال سجل هدفين في استحقاقات دوري أبطال آسيا ليكون أفضل هدافي القارة الصفراء. وأكد محمد نور أنه وزملاءه اللاعبين حريصون على مواصلة تقديم المستويات الفنية والنتائج الإيجابية التي تعكس واقع إمكانات لاعبي وسمعة الفريق. واعتبر في الوقت نفسه أهمية المرحلة المقبلة بالنسبة إلى فريقه، إذ يتطلعون إلى تحقيق إنجازي دوري أبطال آسيا وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، مشيراً إلى أن المرحلة الماضية صفحة قد طويت فيها من الدروس المستفادة.