باريس - أ ف ب - كانت ثقوب سوداء ناشطة تتوسط المجرات فيما كان الكون لا يزال حديث العهد، اي في البليون سنة الأولى بعد الانفجار الكبير، ويبدو أن هذه الثقوب التي تسمى أيضاً «نجوماً زائفة» او «كوازرات» نمت بسرعة كبيرة بحسب دراسة نشرتها مجلة «نيتشر». وأوضحت ماريان فسترغارد، عالمة الفيزياء الفضائية في جامعة اريزونا (الولاياتالمتحدة) وفي معهد نييل بور في جامعة كوبنهاغن ان «الكوازرات مرحلة مبكرة جداً من المجرات او مجرات حديثة الولادة». وأضافت ان «معظم المجرات تملك ثقباً أسود أقوى من مليون شمس إلا ان الكوازرات مختلفة، فهي ناشطة وتنمو» ممتصة الغاز والغبار المتراكم حولها بفعل الجاذبية. وتشكل الغازات والغبار بانتظار أن يبتلعها الثقب الأسود «قرصاً ملتحماً» يمكن رصده بفضل الأشعة التي تتراوح بين الأشعة السينية والأشعة دون الحمراء الصادرة عن تيار مرتفع الحرارة تزداد سرعته كلما اقترب من الثقب الأسود. ولاحظ لينهوا جياغ وزملاؤه من جامعة اريزونا كوازرين من دون قرص ملتحم، بعد مراقبة 21 كوازر بعيدة جداً تعود الى حقبة كان عمر الكون فيها لا يتعدى 800 مليون سنة، ما يعني ان ضوءها تطلب نحو 13 بليون سنة ليصل الينا، وفقاً لنموذج الانفجار الكبير الحالي. وقال العلماء ان الكوازرات من دون اقراص ملتحمة تنتمي الى الجيل الاول من الكوازرات الذي ولد فيما كانت كمية الغبار في الكون قليلة وهي تبدو حديثة جداً لذا لم تكن قد جمعت ما يكفي من الغبار حولها. وكان الكوازران من دون قرص ملتحم الأصغر (بين 200 و300 مليون مرة وزن الشمس) من بين الكوازرات ال21 البعيدة التي تمت مراقبتها تبتلع الغازات والغبار بسرعة كبيرة قبل ان تعطيها الوقت الكافي لتتراكم حولها.