يُعد النوم أحدى أهم العادات التي يمارسها الإنسان والتي لا يمكنه على الإطلاق الاستغناء عنها، وترجع أهميته الى كونه يعيد التوازن الى الجسم، إذ يعوض التالف من خلاياه المختلفة، ويعيد بناء أليافه العضلية. وأشارت نتائج دراسة أجرتها جامعة "كاليفورنيا" ونشرتها صحيفة "واشنطن بوست"الأميركية "الثلثاء" الماضي، أنّ عدد ساعات النوم ليس وحده الضروري لصحّة أفضل، بل ما يهمّ هو الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية والضوء. وقال قائد فريق البحث جيروم سيغال: "بعد دراسة عادات النوم في ثلاثة بلدان نامية مازالت تعيش من دون كهرباء ومثيلاتها في البلدان الصناعية، وجدنا أن سكان تلك البلدان يقضون وقتاً أطول في الظلمة مقارنة بأقرانهم في البلدان الصناعية". ووجد الباحثون أن الفارق الأكبر في النوم بين المجتمعات الصناعية والأخرى النامية، هو أن ضوء الكهرباء يؤخر عملية النوم الطبيعية، بينما ضوء الأخشاب المشتعلة ليس كذلك، كما أن تلك البلدان تعيش بالقرب من خط الإستواء حيث تتعرض للظلام مدة 11 أو 12 ساعة، فيما يتعرض سكان المجتمعات الصناعية للظلام فقط عندما يرغبون في النوم، وهي فترة تكون مدتها غالباً سبع ساعات. ويساعد الظلام خلال الليل على ضبط ساعاتنا البيولوجية التي تجعلنا نشيطين خلال النهار، وتقودنا إلى حالة من الراحة والاسترخاء أثناء اللليل، لأن التعرض الى الضوء الاصطناعي خلال الليل يقضي على مادة الميلاتونين، التي تساعد على الاسترخاء خلال النوم، ونقص هذه المادة يؤثر في شكل كبير في قدرة التركيز ويزيد من فرصة الإصابة بمرض ألزهايمر، كما يؤثر في نقص مضادات الأكسدة، ما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة. وتشير الدراسة إلى أن افراد شعوب البلدان النامية لا ينامون أكثر من سكان البلدان الصناعية، لكنهم يتمتعون بنوم أهدأ وقدر كاف من الظلام. لذا، من الحكمة أن يستخدم سكان بلدان العالم الصناعي تقنيات إضاءة جديدة تسمح لهم بقضاء نوم هادئ.