كشفت دراسة كندية حديثة، أن النساء اللاتي يعملن في نوبات عمل ليلية لفترة طويلة تتضاعف لديهن فرص الإصابة بسرطان الثدي، حيث أشار الباحثون بجامعة كوينز في أونتاريو، إلى أن الإضاءة الصناعية في الليل تتداخل مع المواد الكيميائية في الجسم، ويمكن لهذه العملية أن تؤدي إلى نمو أورام سرطانية، وذلك بعد أن بحث القائمون على الدراسة، طبيعة عمل ألف و134 امرأة مصابة بسرطان الثدي وعقدوا مقارنة بينها وبين أعمال ألف و179 امرأة لم يصبن بالمرض. ورغم أن العديد من الأشخاص يعملون تحت أضواء من الفلوروسنت خلال مختلف ساعات اليوم، يعتقد العلماء أن الإضاءة الصناعية في الليل هي فقط التي تؤدي إلى نمو خلايا سرطانية؛ لأنها تحدث اضطراباً في دورات النوم الطبيعية للجسم والتناغم الهرموني، كما أوضحوا أيضاً أن الإضاءة الصناعية تعيق إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون بإمكانه أن يقي من السرطان. كما بيَّن الأطباء أن 5% إلى 10% من سرطانات الثدي ترجع لطفرة جينية مرت بأجيال من أسرة واحدة، فهناك عدد من الجينات المعيبة الموروثة التي أمكن تحديدها، ويمكن أن تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. ومن أشهر الجينات المكتشفة التي يمكن أن تسبب سرطان الثدي جين 1 (BRCA1) وجين 2 (BRCA2)؛ حيث تزيد فرصة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض معًا. وهنا يشدد الأطباء على أهمية الفحص الدوري، خصوصاً بعد انتهاء الدورة الشهرية؛ كي تستطيع ملاحظة أي تغيير قد يطرأ عليها، كما أكَّدت أحدث البحوث الطبية، أن انتظام المرأة في تناول فنجانين من القهوة يومياً يساعدها في الوقاية من أخطار الإصابة بسرطان الثدي، وذلك لاحتواء القهوة على كميات وفيرة من مادة "تاموكسفين" المضادة للأكسدة، والتي تلعب دوراً مهماً في تراجع فرص عودة الإصابة بسرطان الثدي مرة أخرى. وشددت دراسة أخرى على أن الأسماك تحتوي على أنواع مختلفة من الأحماض الدهنية التي تنقل رسالة كيماوية إلى الدماغ وتساعد في تنظيم الدورة الدموية ونظام المناعة عند الإنسان، كما يشار أيضاً إلى أنه سبق وتبين أن للأحماض الدهنية فوائد صحية كثيرة، أبرزها الوقاية من مشاكل القلب. كما كشفت دراسة علمية أمريكية عن أن ممارسة رياضة المشي بنشاط لمدة ساعة أو ساعتين أسبوعيًا، تقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20% للسيدات، وحتى في حالة استخدامهن لبعض الهرمونات لعلاج أعراض انقطاع الطمث. وترتكز نتائج الدراسة على أبحاث تناولت تحليل البيانات الخاصة بأكثر من 74 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و 79 عامًا، وتبين من الدراسة أن النساء اللاتي يمارسن تمرينات رياضية محدودة لفترة زمنية تتراوح من ساعة وربع إلى ساعتين ونصف أسبوعيًا تراجعت نسبة إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 18 % مقارنة بالسيدات غير الناشطات. وتشير نتائج الدراسة إلى أن التمرينات الرياضية قد تقلل من تأثير استخدام الهرمون الذي يؤدي إلى إحداث سرطان الثدي، ولكنها لا تلغي تلك الآثار مطلقًا، ودللت أيضًا على أن بدء ممارسة التمرينات الرياضية البسيطة في سن متأخرة للسيدات يحدث الآثار الإيجابية ذاتها مقارنة باللاتي يمارسن الرياضية في مراحل مبكرة من أعمارهن. وفي سياق متصل، بين تقرير منظمة الصحة العالمية، أن سرطان الثدي هو أشيع أنواع السرطان بين فئة النساء في جميع أنحاء العالم، إذ يمثّل 16% من جميع السرطانات التي تصيب تلك الفئة. وتشير التقديرات إلى أنّ عام 2004 شهد وفاة 519000 امرأة بسبب ذلك السرطان، وعلى الرغم من اعتقاد البعض أنّ ذلك السرطان هو من أمراض العالم المتقدّم، فإنّ معظم الوفيات الناجمة عنه تحدث في البلدان النامية. وتتباين معدلات الإصابة بهذا المرض بشكل كبير بين مختلف أنحاء العالم، حيث يسجل ارتفاع المعدلات الموحدة الأعمار إلى نحو 99.4 لكل 100.000 نسمة في أمريكا الشمالية، ويلاحظ وقوع المرض بمعدلات متوسطة في أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية والجنوب الأفريقي وغرب أسيا، ولكنّ تلك المعدلات في ارتفاع، أمّا أشدّ المعدلات انخفاضاً فتُسجّل في معظم البلدان الأفريقية.