طالب اتحاد أدباء النجف وعلماء آثار بإدراج مقبرة «الغري» التي يطلق عليها أيضاً اسم «وادي السلام»، على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو). وأوضحت مصادر في مجلس محافظة النجف أن وفداً من هذه المنظمة الدولية سيزور المدينة الشهر المقبل لدرس إمكان إدراج موقع مقبرة النجف القديمة ضمن قائمة التراث العالمي في حال انطبقت عليها الشروط والمعايير الدولية. وأكد عضو اتحاد وكتاب النجف حيدر المظفر: «أعددنا طلبات خاصة ووثائق سنقدمها لل «يونيسكو» عند زيارتهم المدينة تثبت أن مقبرة السلام أقدم المقابر، وعلى أرضها دُفن النبيان هود وصالح». وأضاف المظفر ل «الحياة» أن «اليونيسكو ستشكل فريقاً متخصصاً لزيارة مدينة النجف يومي 13 و 14 الشهر المقبل للبحث والاستطلاع والتقويم لوضع الأسس السليمة للبدء بالخطوات التنفيذية لمشروع النجف». وأشار الى أن اليونيسكو «ستشرف على إعداد التصميم الأساسي الحضري لمدينة النجف القديمة. كما ستساعد في إعادة تأهيل وترميم المواقع الأثارية في محافظة المدينة». ويقع مرقدان، يقول الأهالي إنهما للنبيين هود وصالح، الى الغرب من المقبرة في حرم عليه قبة متوسطة. يشار الى أن منظمة «يونيسكو» تدعم مشروع الاحتفاء بالنجف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2012. وكان مدير مكتب المنظمة محمد جليد تعهد جعل حدث اختيار النجف عاصمة للثقافة الإسلامية، مميزاً ومختلفاً عن سابقاتها من المدن الإسلامية الأخرى المحتفى بها، كونها مدينة تاريخية مقدسة وذات حضارة علمية ودينية عريقة. ويرى مدير دائرة الآثار والمتاحف في النجف محمد حسيني «أنه إذا لم يكن مع وفد اليونيسكو دليل يعرف دروب المقبرة ومسالكها، فقد لا تستطيع وزارة الثقافة إقناع المنظمة الدولية بإدراج المقبرة ضمن قائمة التراث العالمي». وأشار حسني في تصريح ل «الحياة» إلى أن هناك «سراديب في مقبرة النجف وأقبية لا يمكن أن توجد في أي مقبرة. وهذه السراديب قد تكون من طبقتين تحت الأرض، وهي عبارة عن خانات زوجية وغالبيتها تعود الى عائلات كبيرة معروفة في النجف وغيرها من مدن العراق. وقد تضم بين جنباتها موتى الأسرة لأجيال عديدة». ويقول أحد أصحاب مكاتب دفن الموتى قحطان أبو اصيبع ل «الحياة» إن «النجف كانت على مر التاريخ المكان المفضل لدفن الموتى عند فئات وشرائح ملايين العرب والمسلمين. وبمرور السنوات، استحوذت هذه المقبرة الشاسعة على مساحة مدينة النجف وتداخلت مع الأجزاء العمرانية والسكانية فيها». وأضاف أن «أعداداً كبيرة من أهالي النجف توارثوا مهناً لها علاقة بدفن الموتى. وشكلت هذه المهن أحد أبواب رزقهم مثل غسل الموتى وتكفينهم وأداء مراسيم زيارتهم الأماكن المقدسة». واشتهرت المقبرة أيضاً بكونها الأوسع في العالم، وهي دائمة التوسع وتضم بين جنباتها ملوكاً ورؤساء ووزراء وفقراء وضحايا الكوارث والفيضانات وضحايا الحروب.