أطلق متخصص في القضايا الأسرية والمجتمعية حملة للحد من انتشار الإشاعات والأخبار المغلوطة، والتأكد من وجود مصدر رسمي كمرجع لأي معلومة يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وانطلقت الحملة مع بداية العام الهجري الجديد، وعلى رغم الأيام القليلة إلا أنها حظيت باهتمام كبير بين مثقفين من مختلف فئات المجتمع. وطالب المحلل النفسي المتخصص في القضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي، الذي أطلق حملة «ما هو مصدرك»، بالتوقف أمام الأخبار التي تصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً برنامج «واتسآب»، وتحليل ما يصل، وكذلك كل ما يتم تبادله وتناوله ونسخه ولصقه، والتأكد من صدقيته قبل إرساله ليكون نوعاً من الصدقية لما يتم تناقله، مشيراً إلى أن هناك أكثر من وسيلة للتأكد من الصدقية، إذ إن لكل جهة مختصة متحدث، وموقع إلكتروني رسمي، يمكن التأكد منهما، مبيناً أن الباحث عن الخبر الصحيح لن يبذل مجهوداً كبيراً للتحقق من صدقية الأخبار التي تصله قبل أن يرسلها، معتبراً أن الحملة لحظة توقف للبحث عن المصدر، وبالتالي ضمان الصدقية في تناقل الأخبار. وأشار الغامدي إلى أن من أهم أهداف الحملة الحد من «كما وصلني» و«منقول»، معتبراً أن مواقع التواصل الاجتماعي، عرّت كثيراً من الأشخاص، «وأظهرت مدى جهل البعض في تناقل الأخبار من دون أن يكون هناك تحليل أو حتى توقف ولو للحظات أمام بعضها، خصوصاً أن غالبيتها إما تشهير أو صناعة معينة للبعض حتى يثبت الأنا الخاصة به، وأيضاً أظهرت أن بعض أفراد المجتمع يتبادلون الرسائل من دون قراءة محتواها. وهذا الأمر جعل مئات الأخبار يتم تناقلها يومياً من طريق وسائل التواصل الاجتماعي وأشدها برنامج «واتسآب»، وبالتالي أصبح لدينا زخم كبير من الأخبار والمعلومات المغلوطة وليس لها أساس من الصحة، ما أثر في المحتوى، وأظهر أن هناك شخصاً لا يحلل ولا يقرأ وإنما همه الأوحد أن يظهر الأنا الخاصة به، فبالتالي انتشرت هذه الأخبار من دون أن يكون لها رقيب». وأضاف الغامدي: «أصبح ضعاف النفوس يخترعون كلاماً، ويحاولون قدر المستطاع إثباته كذباً وزوراً، فالحملة وشعارها تضبط تناقل هذا النوع من الأخبار، ونقول من خلالها: انتظر حتى ترى الرابط الخاص بالمصدر أو ظهور المتحدث الرسمي على إحدى القنوات الرسمية». واعتبر التأكد من صدقية الأخبار من «الرقي» في التعامل مع الناس والمجتمع. وقال: «من الأمور التي ترتقي في مستوى المحتوى، وأيضاً ترتقي بمستوى السلوك الإنساني أن نحلل الخبر، فالشخص المفكر والمحلل هو الذي يستطيع أن يضبط هذه العملية». وشدد على أن الأخبار الخاصة بالسياسة أو الحراك المجتمعي التي فيها تشهير وأكاذيب تؤثر في الأمن والأمان في البلاد بشكل مباشر، مشيراً إلى أن الذين لا يحللون ويكتفون بالنسخ واللصق والإرسال من دون التحقق من صدق المعلومات، هم أشخاص يبحثون عن الأنا التي فقدت داخل نفوسهم، وبالتالي يشعرون بالزهو عند نشر أي أمر بغض النظر عن محتواه وكأنه سباق وأتى هو بالسبق. وأكد الغامدي أن الحملة لاقت تجاوباً كبيراً بين أصحاب العقول، ومنذ انطلاقتها أصبح العشرات من الأشخاص يستخدمون الشعار ويستوقفون الآخرين ليسألوا عن المصدر، وإخبارهم بأن العملية ليست تكراراً لما يتلقاه من أخبار، إنما وضع ختم الصدقية على مصدر الخبر. ودعا الجهات الرسمية إلى تبني الفكرة، وقال: «نحن جاهزون بورقة عمل تشرح جميع العناصر المؤثرة من الناحية النفسية والاجتماعية والأمنية»، وليست العملية نسخاً ولصقاً ونشراً، إنما العملية بحاجة إلى تحليل وعقل يفكر، وأن يكون لدى أفراد المجتمع الوعي الكافي لما يقومون به.