اختتم وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارته الأردن أمس، بالإعلان عن اتفاق أردني- إسرائيلي على تدابير جديدة في المسجد الأقصى المبارك، في حين ربط الرئيس محمود عباس التهدئة في الأراضي الفلسطينية بأفق سياسي شرطه وقف الاستيطان وتنفيذ الاتفاقات الموقعة، إضافة الى عودة الوضع الى ما كان عليه في «الأقصى» ووقف اعتداءات الجنود والمستوطنين. (للمزيد) في غضون ذلك، شهدت الأراضي الفلسطينية تراجعاً في المواجهات، الفردية والجماعية، وسُجِّل أمس هجوم واحد للطعن أعلنت إسرائيل أن شاباً حاول تنفيذه مستهدفاً حارس أمن خاصاً عند حاجز الجلمة قرب جنين شمال الضفة الغربية، فقُتِل المهاجم، في حين توفي شاب في قطاع غزة متأثراً بجروح أصيب بها الأسبوع الماضي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال. في عمان اجتمع كيري أمس مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مرتيْن على انفراد، كما التقى الرئيس عباس. وصرح في مؤتمر صحافي في المطار قبل مغادرته، بأن إسرائيل وافقت على تدابير جديدة في «الأقصى»، بينها «اقتراح للملك عبد الله لضمان المراقبة بكاميرات فيديو على مدار 24 ساعة لكل مرافق الحرم القدسي»، و «الاحترام الكامل لدور الأردن الخاص» باعتباره المؤتمن على الأماكن المقدسة وفق الوضع السائد منذ العام 1967. وأكد كيري أن «إسرائيل لا تنوي تقسيم الحرم القدسي»، و «ترحب بزيادة التعاون مع السلطات الأردنية»، التي ستلتقي «قريباً» السلطات الإسرائيلية لتعزيز الإجراءات الأمنية في الحرم القدسي. وتمسكت السلطة الفلسطينية بإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة وعاصمتها القدسالشرقية، من دون الاكتفاء بعودة إسرائيل إلى التهدئة في الحرم القدسي الشريف. وأوضح مسؤولون فلسطينيون إن عباس أبلغ كيري أن أي اختراق في العملية السياسية لن يتحقق من دون وقف كامل للاستيطان. وصرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الذي حضر اللقاء، بأن عباس وضع مطالب على طاولة الحوار مع كيري، منها تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني والمقدسات، وإرسال لجنة ممثلة لمجلس حقوق الإنسان للتحقيق في الإعدامات الميدانية في حق الفلسطينيين. وشدد على أن أي تفاهم مع الجانب الإسرائيلي من دون إيجاد حلول نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، هو مجرد «علاقات عامة». وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة عقب اللقاء، إن عباس استمع من كيري إلى الخطوات التي يسعى إليها لدى الجانب الإسرائيلي، لكنه شدد على أولوية حماية القدس والمقدسات والحفاظ على الوضع القائم التاريخي، ووقف اعتداءات المستوطنين، والتزام الاتفاقات الموقعة، خصوصاً في ما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق السلطة والتوقُّف عن اقتحامها وإطلاق أسرى ما قبل اتفاق أوسلو. وكشف مسؤولون عن أن عباس رفض في هذه المرحلة لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.