صناعة الخناجر، المعروفة باسم «الجنابي»، والسيوف تقليد قديم يضرب بجذوره منذ قرون في السعودية، تناقله خلالها الأبناء عن الآباء. وفي ورشة بمنطقة خميس مشيط (جنوب السعودية) يصنع حرفيون السيوف والخناجر الحادة من معادن بعضها نفيس مثل الفضة، ولذا يصل ثمن بعضها إلى آلاف الدولارات. ويملك سمير مهنا ورشة صناعة الجنابي التقليدية والسيوف التي يقتنيها أبناء كثير من القبائل في السعودية. وذكر مهنا أن السيوف تستخدم في الرقصات التقليدية في الأعراس وحفلات الاستقبال. وقال مهنا وهو يعرض سيفاً من الفضة صنع في ورشته: «خفيفة ومرنة يتمتع بحملها والعرضة (الرقص) بها أثناء العرضات أو أثناء استقبال المسؤولين الكبار. وهذا السيف فضة بالكامل تراوح قيمته بين أربعة آلاف وخمسة آلاف ريال سعودي». وشرح مهنا تقليد التمنطق بالجنبية كعادة انتقلت من جيل إلى آخر. وقال: «سميت جنبية لأنه كان زمن الأولين أجدادنا وآبائنا يلبسوها في الجنب... في جنب الرجل. كانوا يلبسونها وكانوا يحتمون بها من الوحوش والحيوانات المفترسة. أخذها الأبناء بعدهم. عادات تراثية يلبسونها في كل زمان... في الأعراس والحفلات ويتفاخرون بها». ويستخدم العديد من السيوف والجنبيات للتزين في الاحتفالات، خصوصاً أن بعضها يصنع نصله أو مقبضه أحياناً من الذهب أو الفضة. وتستخدم السيوف في رقصة العرضة المعروفة أيضاً باسم رقصة المحارب، وهي من الرقصات التقليدية في المملكة، ويرجع تاريخها إلى قبل ظهور الإسلام. وكانت رقصة العرضة تؤدّى في الأصل قبل أن يلاقي المحاربون أعداءهم في ساحة المعركة. أما اليوم فتؤدى في الاحتفالات. وتؤدى رقصة العرضة أيضاً في مهرجانات مثل المهرجان الوطني السعودي للتراث والثقافة (الجنادرية). والسيف أيضاً رمز للمملكة العربية السعودية، إذ يزين علمها سيفان متقاطعان. أما الجنبية فيستخدمها أفراد القبائل في العديد من شؤونهم اليومية. وقال تاجر أغنام سعودي يدعى جابر الحسن: «هذه الجنبية علشان الحمل والغلات اللي في السيارة. عندنا غنم. إذا مات خروف ذبحناه مثلاً أو حبل نقطعه. ما نستخدمها إلا للغنم ومثل هذا». وعلى رغم أن الجنبية والسيف من أنواع الأسلحة البيضاء، إلا أن القانون يسمح بحملها في السعودية.