استمتع زوار معرض باريس للسيارات القديمة كالعادة بمجموعة «كنوز منسية»، جُددت فبدت في أحلى حلة جاهزة لإمتاع النظر وإفراغ الجيوب. وكانت نجمة المعرض سيارة مهترئة من نوع «بوغاتي بريسياس 13»، طراز 1925، انتشلت من قعر بحيرة مياجيوري في سويسرا في أواخر ستينات القرن الماضي. وتفيد القصة بأن مسؤولي الضرائب في سويسرا دفعوا السيارة النادرة جداً في البحيرة المذكورة، بعدما تركها صاحبها هناك وهرب من دون أن يسدد المتوجب عليه عام 1936. ضم المعرض 99 سيارة هي بمثابة مقتنيات أثرية، وتتمايز كل منها في ضوء شهرتها وندرتها وسجلها وطرازها. ويُقبل على شرائها مقتنون كثر وهواة جمع هذا النوع من التحف، كونها تحقق حلماً راودهم في مرحلة المراهقة. ولا ينكر خبراء هذه السوق أن الأسعار تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية، علماً أنها تراجعت كثيراً عما كانت عليه في مطلع تسعينات القرن الماضي. وأفادوا بأن التراجع الأخير بلغ نسبة 30 في المئة، فمثلاً سيارة «جاغوار إي 3.8 ليتر» مكشوفة كانت معروضة ب91 ألف يورو قبل نحو 10 سنوات، وتراجع سعرها إلى 30400 يورو خلال الأعوام التالية، وعرضت أخيراً بمبلغ 60 ألف يورو. لكن استثناءات عدة تطرأ على مؤشرات السوق، إذ بيعت سيارة «فيراري 250 جي تي لوسو» قادها النجم السينمائي ستيف ماكوين عام 1963، ب1.723 مليون يورو عام 2007، أي خمس مرات «سعرها الواقعي». وهنا استمع الشاري طبعاً إلى «دقات قلبه» فقط.