حشد زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون أنصاره أمس، خلال التظاهرة التي دعا إليها في ساحة الشهداء، فلبى آلاف منهم دعوته الى الشارع ورددوا مطالبه التي أعلنها قبل اسابيع، وأبرزها انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، أو إقرار قانون انتخاب جديد على قاعدة النسبية، لتصحيح التمثيل المسيحي وإنتاج برلمان جديد ينتخب الرئيس. (للمزيد). ورأى مراقبون أن احتشاد محازبي عون يشكل رافعة لموقفه ومطالبه بالشراكة خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس البرلمان نبيه بري الأربعاء المقبل للبحث في سبل الخروج من الأزمة السياسية، واعتبر قادة «التيار الوطني الحر»، أن تجديد قدرته على اجتذاب الجمهور يذكر بالحشود التي ناصرت عون عام 1989 عندما أطلق حركته حين كان رئيساً لحكومة انتقالية ومرشحاً للرئاسة، كما هو اليوم. وقال منظمو تظاهرة التيار إن كثيراً من الوفود التي جاءت من كل المناطق التي له تواجد حزبي فيها، لم تتمكن من بلوغ ساحة الشهداء نتيجة زحمة السير، فيما لم يشارك «حزب الله» وتيار «المردة» برئاسة النائب سليمان فرنجية، فيما شوهد قادة حزب «الطاشناق» الأرمني في الساحة تضامناً مع الجنرال، وهو ما دفع مراقبين إلى القول إن دلالات الحشد تتناول الحلفاء مثل الخصوم. كما أن جمهور الحراك المدني، الذي كان صعّد نشاطه بدءاً من 22 أيلول (سبتمبر) الماضي احتجاجاً على أزمة النفايات والفساد ضد كل رموز الطبقة السياسية، لم يشارك أيضاً في حشد «التيار». ورفض نواب «التيار» ومحازبوه مساواة هيئات الحراك المدني قيادةَ «التيار» بالزعماء السياسيين الآخرين في تهم الفساد. وركز خطباء المهرجان الخطابي الذي تخلل التجمع، على رفض تعميم هذه التهمة وشمول «التيار»، ورفع المتظاهرون شعارات عون وصوره مطالبين به رئيساً للجمهورية، وكذلك الرايات البرتقالية والأعلام اللبنانية، وشارك في المهرجان الخطابي فنانون سبق أن شاركوا في فعاليات الحراك المدني، أمثال معين شريف، الذي هتف من المذياع قائلاً: «لبيك نصرالله لبيك جنرال»، والفنان زين العمر الذي أنشد أغنية للجنرال، وغيرهما. وتواجد في ساحة الشهداء النائب ألان عون الذي انسحب من انتخابات رئاسة «التيار» لمصلحة الوزير جبران باسيل بطلب من العماد عون، وقال إن «صفحة الانتخابات في التيار طويت، ونلبي جميعاً نداء العماد عون للنزول الى الشارع من أجل حقوقنا». وهتف المتظاهرون «عون وبس». وتوجه رئيس التيار الوزير باسيل إلى المحتشدين قائلاً: «اعتقدوا أنهم يطردوننا من ساحة كل اللبنانيين. نحن هنا من أجل رد الساحة لكل اللبنانيين، كلن يعني كلن». وعدّد القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان. أضاف: «نريد رئيس جمهورية نظيفاً، رئيساً حراً ينتخبه شعبه ويمتلك قراره بالقوة الشعبية والدستورية. ومجلساً نيابياً لا يمدد لنفسه ولا ينتهك حدود صلاحيته بل يمثل كل اللبنانيين، ينتخب على أساس نسبي ويعطي فرصة للشباب ويقفل الدكاكين والإقطاعات جميعها. ومجلس وزراء يتقاسم المسؤولية، لا يخالف القوانين والدساتير ولا يوقع هو ورئيسه بدلاً من رئيس الجمهورية بغيابه. نحن اللبنانيين من ينتخب الرئيس اللبناني وعبثاً تحاول الدول الخارجية ودول الوصاية». وقال: «لن نرضى برئيس الخشب (قاصداً الرئيس السابق ميشال سليمان)، لأنه لا يفهم بالمعادلة الذهبية للناس ونريد رئيساً ننتخبه نحن وليس الخارج ولن نسمح لرئيس حكومة سابق بأن يقول لنا إن هذا البلد لا يحمل إصلاحاً، ونحن نقول له إن لبنان سيبتلعك أنت وفسادك وسيرميك في مزبلة التاريخ». وشدد على أن «حل أزمة النفايات تكون بمحرقة كبيرة لنفايات بيروت وضواحيها وبقية المناطق وتكون الحلول لامركزية من خلال البلديات». وقال: «لنفتح الساحات لبعضنا، تعالوا ننظف ساحاتنا وبلدنا من الزعران لتكون ساحة الأوادم ساحة الشهداء». وأكد أن من «سيحرمنا من حقوقنا سنحرمه من الوجود الحر معنا في هذا البلد». وطالب بالمشاركة عبر المناصفة وليس 70 ب30 . وأضاف: «الغد لنا ونحن نصنعه، والساحات لنا. اليوم دعونا التيار إلى ساحة الشهداء، وغداً إلى ساحة قصر الشعب في بعبدا»، مؤكداً ان رسالة التيار هي عدم كسر المسلمين في لبنان، ولن نسمح بأن ينكسر المسيحيون ولن ندع لبنان ينكسر». واهتاج الجمهور المحتشد في ساحة الشهداء عند ظهور العماد عون من وراء الشاشة، فخاطبه مردداً العبارة التي كان يقولها في مهرجانات عام 88-89 «يا شعب لبنان العظيم»، مرات عدة، وقال: «أنا فخور بكم اليوم كما كنت بالأمس وسأبقى غداً، حافظتم على الرسالة، رسالة الوطن السليم وحافظتم على التيار الوطني الحر، ومثلما ناديتكم بالأمس ولبيتم النداء، اليوم لبيتم النداء، أشكركم على هذا اللقاء المجيد وسيكون بداية إصلاح وطننا وعودة الى تاريخه المجيد».