عاود السياسي المسيحي في لبنان، ميشال عون، الدفع بأنصاره إلى الشارع، حيث تجمَّع الآلاف منهم في ساحة الشهداء بوسط بيروت أمس، مطالبين بانتخابات نيابية على أساس قانونٍ جديدٍ أو انتخابات رئاسية مُباشِرة، وهو ما تعارضه قوى سياسية أخرى. ورفع المتظاهرون الأعلام البرتقالية الخاصة ب «التيار الوطني الحر»، الذي يتزعمه عون المعروف بمواقفه المناهضة للثورة السورية. وجاءت دعوة زعيم التيار للتظاهر تحت شعار «الانتخابات وحدها بتنضِّف»، رداً على دعوات أطلقها المجتمع المدني منذ أسابيع وتطالب ب «تنظيف البلاد» من الطبقة السياسية، مُتهمةً إياها بالفساد والإهمال. ويدعو «الوطني الحر» إلى إصدار قانون جديد لانتخابات البرلمان أو انتخاب رئيس للجمهورية من قِبَل المواطنين مباشرةً، فيما ينص الدستور على أن ينتخب النواب الرئيس. ويأتي تجمع أنصار عون وسط استنفارٍ في بيروت بدأ قبل أسابيع، على خلفية ما عُرِفَ ب «أزمة نظافة». وظهر حراك «طلعت ريحتكم» بعدما غزت النفايات شوارع بيروت، بسبب إقفال مطمر رئيس لها في جنوب العاصمة وانتهاء عقد الشركة المكلفة بجمعها من دون التوصل إلى إبرام عقد جديد. ومنذ ذلك الحين؛ يتم جمع النفايات بشكل متقطع وتُرمَى في أماكن عشوائية من دون معالجة، وفي ظروفٍ تفتقر إلى أدنى معايير السلامة الصحية. ولم تتوصل الحكومة إلى حلٍ للأزمة بسبب انقسام السياسيين، وسط تقارير عن تمسك العديد منهم بالحصول على حصص وأرباح من أي عقود مستقبلية. وأضيفت أزمة النفايات إلى الأزمة السياسية الناجمة عن شغورٍ في موقع رئاسة الجمهورية منذ مايو 2014، وعن توترات أمنية متقطعة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، ما دفع مجلس النواب إلى تجديد ولايته للمرة الثانية في نوفمبر 2014 حتى يونيو2017. ويقاطع نواب كتلة عون المتحالف مع حزب الله، جلسات المجلس المخصصة لانتخاب رئيس، وبلغ عددها حتى الأسبوع الفائت 28 جلسة لم يكتمل فيها النصاب. ويتبنى الفريق المقاطِع ترشح عون إلى رئاسة الجمهورية، لكن قوى 14 آذار ترفض ذلك، وتطالب بنزول جميع النواب إلى البرلمان لتأمين نصاب الجلسات، وإجراء انتخابات ديمقراطية بين سائر المرشحين. ويتهم مراقبون للمشهد اللبناني قوى سياسية مشاركة في حراك «طلعت ريحتكم»، باستغلاله لإقالة حكومة تمام سلام التي تمثل معظم القوى في لبنان.