عروس الشمال بات عدد طالبي القرب منها بالآلاف من أبناء المملكة ودول الخليج، لدرجة أن اعتذرت الفنادق والشقق المفروشة عن استقبالهم، لتفتح المجال أمام مؤسسات المخيمات التي ازدهرت أعمالها في هذا الوقت من العام، إذ تتزامن إجازة نصف الفصل الدراسي مع الأجواء الربيعية، إلى جانب إقامة رالي حائل الدولي الذي يحظى بشعبية واسعة وتغطية إعلامية كبيرة، لتصبح المدينة وجهة سياحية جديدة للعائلات والشباب معاً. ولفت خالد يوسف القادم من مدينة الجوف مع أربعة من أصدقائه إلى أنه يزور حائل للمرة الأولى، وأبهرته بجمال وتنظيم متنزهاتها، وأنهم استأجروا مخيماً على طريق جبة مزود بغرف نوم ومطبخ، وتتوافر فيه الكهرباء ووسائل النظافة وشنطة إسعاف وطفاية حريق، موضحاً أنهم فضلوا القرب من الساحة المخصصة لبطولة «التطعيس» المصاحبة لرالي حائل الدولي التي تشهد توافد الآلاف من الشباب من مناطق المملكة كافة خصوصاً شبان القصيموالجوف. وقال المعلم زياد السليم القادم وأسرته من محافظة عنيزة: «إن شعبية رالي حائل وما سمعناه عن تطور عروس الشمال جعلنا نبرمج إجازتنا لقضائها في حائل لحضور الفعاليات المصاحبة لرالي حائل والاستمتاع بالأجواء الجميلة مع الأولاد في منتزهات مشار والمغواة». بينما ذكر مسؤول في مؤسسة لتأجير المخيمات وليد بكران أن الإقبال على المخيمات كبير جداً والحجوزات كانت في وقت مبكر، وأصبحت المخيمات الوجهة المفضلة، خصوصاً بعد أن رفضت الفنادق والشقق المفروشة استقبال النزلاء لتزايد الإقبال عليها، مشيراً إلى أنه رغم أن بعض المخيمات بعيدة عن المدينة إلا أن نسبة الإشغال بلغت 100 في المئة. ولفتت سلوى الحديثي التي قدمت مع أبنائها من مدينة بريدة إلى أن اعتدال الجو في المدينة خلال فترة الرالي كان له أثر كبير في ازدياد الإقبال على المدينة، مشيرةً إلى أن حائل الآن أصبحت وجهة سياحية جديدة حتى من دول الخليج العربي، خصوصاً من الكويت والإمارات وقطر لوجود متسابقين من بعض تلك الدول. وقال يوسف الحربي الذي جاء من المدينةالمنورة: «اعتدنا خلال الإجازات الطويلة على السياحة الخارجية، ولكن لأن فترة الإجازة قصيرة فضلنا قضاءها هنا، خصوصاً أننا سمعنا أن نبات «الكمأ» متوافر فيها وأن «العشب» يغطي مواقع كثيرة من صحاريها». فيما ذكر جايز شويش القادم من الكويت أن ما سمعه من أقربائه في السعودية عن اعتدال الطقس وجمال المنتزهات البرية في حائل دفعه لطلب إجازة من وظيفته وقطع آلاف الكيلومترات من أجل الاستمتاع، مشيراً إلى أنه عانا وزوجته بعد قدومه إلى حائل من عدم وجود سكن في الفنادق والشقق المفروشة، ما اضطره إلى استئجار مخيم. وفيما يخص قضاء الشباب العزاب إجازاتهم في المدينة، ذكر بدر السعيد أن حائل أصبحت مختلفة عن بقية المدن التي تشتهر بأن كل ما فيها مخصص للعائلات فقط، وقال: «الملاحظ هنا أن هناك أماكن ترفيهية مخصصة للعائلات، وأماكن مماثلة للشباب من خلال الأمسيات الشعرية والمسابقات الترفيهية». من جانبها، واصلت فعاليات رالي حائل الدولي 2010 المصاحبة استقطاب الزوار لليوم الثالث على التوالي، إذ بلغوا في اليوم الثالث نحو 27 ألف زائر، ليصبح إجمالي العدد أكثر من 72 ألف زائر بحسب نتائج المسوحات المبدئية لمركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس».