وصف عدد من موظفي أمانة محافظة جدة في «برنامج حمى الضنك» المتوقفين عن أداء المهمات المطلوبة منهم منذ أيام عدة، ريثما تتحسن أوضاعهم الوظيفية، وعود «الأمانة» ب«المتناقضة»، وأكدوا أن «أمانة جدة» تناقض نفسها من خلال بيانين (حصلت «الحياة» على نسختين منهما) أصدرتهما بشأن معالجه أوضاعهم العملية، وأكدوا أن البيان الأول تضمن وعوداً بإبرام عقود وظيفية رسمية معهم بدءأً من السبت ( أول من أمس)، فيما جاء البيان الثاني الذي أصدرته أمس (الأحد)، وعوداً بإحلالهم في وظائف بعقود رسمية خلال الفترات المقبلة، مشيراً إلى أن ذلك الإجراء سيستغرق بعض الوقت. واستغرب عدد من موظفي «برنامج حمى الضنك» من ذلك التناقض، موضحين أن المسؤولين في إدارتهم وعدوهم بتسلم رواتبهم اليوم (الإثنين)، موضحين أنهم تلقوا وعوداً بتوقيع عقود رسمية معهم بدءاً من اليوم وخلال اليومين المقبلين، من طريق تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات على أن يوقع كل يوم مع مجموعة من الموظفين. وكانت أمانة جدة أكدت في البيان الثاني الذي بعثت بنسخة منه إلى «الحياة» أمس، أنها لم تخلف وعودها بتصحيح أوضاع موظفيها العاملين في برنامج حمى الضنك، معلنة أن صرف الرواتب المتأخرة سيبدأ اليوم (الإثنين ) بحسب ما وعد به المدير العام للموارد البشرية خلال لقائه مع موظفي «حمى الضنك». وقالت إن موظفي «حمى الضنك» هم أبناء الأمانة وقدموا الكثير من الخدمات والجهود الجليلة في برنامج مكافحة الضنك «وهو ما تقدره الأمانة جيداً». واضطرت الأمانة إلى إصدار بيانها الثاني بعد أن شكا موظفو برنامج حمى الضنك من عدم التزامها بوعودها معهم، إذ أشاروا ل «الحياة» إلى أنها لم توقع العقود معهم يوم السبت ( أول من أمس) كما قررت في بيانها الأول، ولم تصرف مرتباتهم المتأخرة. وفيما قرر بعضهم الانتظار إلى اليوم لمعرفة ما ستتخذة «الأمانة» من إجراءات لإنهاء مشكلاتهم، خصوصاً وأن مسؤولاً وعدهم بصرف مرتبين غداً، فضّل آخرون الامتناع عن الإدلاء بأي تصاريح إلى وسائل الإعلام، بناء على تهديدات ب «الفصل» طالت كل موظف يتحدث إلى «إعلامي»، وكان العشرات من موظفي أمانة محافظة جدة تجمعوا في بحر الأسبوع الماضي، داخل أحد أحياء المحافظة الساحلية، وهددوا بالتوقف عن العمل، في حال لم تلب طلباتهم التي لا تزال «معلّقة»، إذ طالب الموظفون المتوقفون عن العمل بعد «ركن» سيارات «الأمانة» بتدخل المسؤولين، ووقف تصرفات رؤسائهم غير السعوديين، التي انتهت بعدم تسليمهم رواتبهم منذ شهر محرم الماضي، مشيرين إلى أن المسؤولين رفضوا تنفيذ الكثير من مطالبهم. و حمّل الموظفون أمانة جدة ما يحدث لهم من أضرار بسبب مهنتهم التي تحتم عليهم القيام باستخدام مواد سامة، إضافة إلى أن الأجهزة التي تستخدم تعاني من أعطال كثيرة، وتتسبب في تسرب المبيدات إليهم. واستغرب موظفون في «برنامج حمى الضنك» ما ذكرته الأمانة في بيانها الصحافي الأول حينما عزت تأخير صرف الرواتب إلى عدم إرسال الموظفين لأرقام حساباتهم البنكية، مؤكدين أنهم زودوا الأمانة بأرقام حساباتهم البنكية قبل شهر. وأوضح الموظف (س أ) ل«الحياة» أن الوعود التي احتوى مسؤولو الأمانة بها الموظفين المتوقفين عن العمل لم تنفذ، لافتاً إلى أنه لم يحدث أي جديد بشأن العقود أو الرواتب. وقال: « إن المسؤولين في الأمانة التقوا الموظفين الأسبوع الماضي، ووعدوهم بالبدء في إنهاء مشكلاتهم بدءاً من الخميس الماضي ولم يحدث شيء على الإطلاق». وكانت أمانة محافظة جدة ممثلة في مركزها الإعلامي أوضحت في بيان سابق بعثت به إلى «الحياة» بناء على ما نشر حول تهديد الموظفين بالامتناع عن العمل أنها ستراعي البدلات النظامية، خصوصاً بعد ما وجدت أن هناك احتمالاً لتعرض بعض هؤلاء العاملين لمخاطر المبيدات الحشرية.