نقضت أمانة محافظة جدة أمس وعوداً ضربتها الأسبوع الماضي بتنفيذها (عبر بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه)، تتعلق بتصحيح أوضاع العاملين في برنامج «حمى الضنك» بداية من يوم أمس (السبت)، إلا أن ذلك لم يحدث مطلقاً. إذ أكد موظفون في البرنامج ل «الحياة» أن «الأمانة» لم تنفذ وعودها، ولم توقع معهم عقوداً جديدة، ولم تصرف مرتباتهم المتأخرة. وفيما قرر بعضهم الانتظار إلى يوم غدٍ (الإثنين) لمعرفة ما ستقوم به «الأمانة» من إجراءات لإنهاء مشكلاتهم، خصوصاً أن مسؤولاً وعدهم بصرف مرتبين غداً، قرر آخرون الامتناع عن الإدلاء بأي تصاريح إلى وسائل الإعلام، بناء على تهديدات ب«الفصل» طالت كل موظف يحادث «إعلامياً»، صدرت عن أحد مسؤولي الأمانة. وبعد نهاية دوام يوم أمس، فنّد موظفون في برنامج حمى الضنك ما ذكرته الأمانة في بيانها الصحافي حينما عزت تأخير صرف الرواتب إلى عدم إرسال الموظفين لأرقام حساباتهم البنكية، وشددوا على إرسال أرقام حساباتهم البنكية قبل شهر، وأشاروا إلى أن ما ذكر في بيان أمانة جدة «غير صحيح». كما تحدث الموظفون في برنامج حمى الضنك إلى «الحياة» عن ضغوطات تمارس ضدهم من قبل مسؤولين في إدارتهم بهدف إجبارهم على عدم الحديث عن مشكلاتهم، مشيرين إلى أنهم تلقوا تهديدات بالفصل في حال حديثهم إلى وسائل الإعلام، أثمرت عن موجة صمت أجبرت بعض الموظفين على انتظار وعود الأمانة، «في سكون»!. وقال الموظف (س أ) ل«الحياة»: «إن الوعود التي استقبل مسؤولو الأمانة بها الموظفين المعترضين لم تتم، مشيراً إلى أنه وحتى انتهاء دوام يوم أمس (السبت) لم يحدث أي جديد بشأن العقود أو الرواتب»، وأضاف: «رغم أنهم وعدونا بتنفيذ مطالبنا بدءاً من يوم أمس، إلا أن ذلك لم يحدث». وأوضح أن المسؤولين في الأمانة التقوا الموظفين الأسبوع الماضي، ووعدوهم بالبدء في إنهاء مشكلاتهم بدءاً من الخميس الماضي ولم يحدث شيء على الإطلاق، وزاد: «انتظرنا إلى يوم السبت لكي نرى إجراءات الأمانة، فيما يتعلق بموضوعنا، ولم يحدث أي جديد». ولفت إلى تخوف موظفي حملة حمى الضنك من إجراءات تعسفية، قد تتخذ بحقهم من خلال خفض الرواتب التي يتسلمونها عند توقيعهم للعقود الجديدة. من جهته، أكد الموظف (ع م) ل«الحياة» عدم حدوث أي حراك فعلي من «الأمانة» لحل مشكلة الموظفين الممتنعين عن العمل، على رغم الوعود التي أطلقها عدد من المسؤولين بشأن إنهاء مشكلاتهم، وكشف تلقيه وعوداً بصرف مرتبي شهري محرم وصفر يوم غدٍ (الإثنين). وأشار إلى أنهم لم يبلّغوا عن أي جديد بخصوص موضوعهم، وأردف قائلاً: «وعدونا بتسليم راتبي شهرين ولم يحدث شيء حتى الآن في ظل أحاديث مفادها صرف مرتب شهر محرم فقط»، وأكد أنهم سيرفضون تسلم مرتب واحد فقط، «ولكن لن نستبق الأحداث، فلكل حادث حديث، حينها». وعلى خط مواز، رفض مدير إدارة الموارد البشرية في أمانة جدة الدكتور سمير حسين في اتصال مع «الحياة» يوم أمس الحديث عن موضوع العاملين في حملة «حمى الضنك»، مشيراً إلى أن الحديث عن موضوعهم سيكون من طريق المركز الإعلامي، فقط. وكانت أمانة محافظة جدة ممثلة في مركزها الإعلامي أكدت الأسبوع الماضي أنها ستبدأ بتصحيح أوضاع العاملين في برنامج حمى الضنك بدءاً من أمس (السبت)، حيث تعهدت بأنها ستقوم بإبرام عقود نظامية من خلال الموارد البشرية تحدد فيها الرواتب. وأوضحت في توضيح بعثت به إلى «الحياة» بناء على ما نشر حول تهديد الموظفين بالامتناع عن العمل أنها ستراعي البدلات النظامية، خصوصاً بعد ما وجدت أن هناك احتمالاً لتعرض بعض هؤلاء العاملين لمخاطر المبيدات الحشرية. وأضافت أن مدير الموارد البشرية والمدير العام للشؤون المالية والإدارية والمدير العام لخدمات الأمن والسلامة في الأمانة استقبلوا العاملين في فرق مكافحة الضنك داخل مسرح الأمانة بالطابق الأرضي، وبعد الاستماع إلى مطالبهم ومشكلاتهم على مدار ساعتين، وعد المسؤولون بإنهاء الأزمة في غضون أيام قليلة. وقالت إن تأخر صرف رواتبهم خارج عن إرادتها لأسباب عدة، منها: أن الموظفين ليست لديهم حسابات في البنوك لتحويل رواتبهم أسوة ببقية موظفيها، وهو ما طلبته منهم، إضافة إلى بعض الأمور الأخرى. وشددت على إرسال مسيرات شهري محرم وصفر إلى الإدارة المالية لاعتماد الصرف، وطمأنت العاملين بأن صرف الرواتب سيتم خلال فترة وجيزة. وفيما يتعلق بوجود مشرفين غير سعوديين أكدت الأمانة أن هؤلاء يعملون في وظائف فنية وبعقود موقتة، مشيرة إلى أن هناك برنامجاً لإحلال موظفين سعوديين محلهم قريباً. وأشادت الأمانة بما يقوم به العاملون في فرق مكافحة الضنك من جهود طيبة، مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة إلى توفير المتطلبات الأساسية كافة للعاملين لإنجاز الأعمال المنوطة بهم بكفاءة. يذكر أن العشرات من موظفي أمانة محافظة جدة تجمعوا في بحر الأسبوع الماضي، داخل أحد أحياء المحافظة الساحلية، وهددوا بالتوقف عن العمل، في حال لم تلب طلباتهم التي لا تزال «معلّقة»، حيث طالب الموظفون المتجمهرون بعد «ركن» سيارات «الأمانة» بتدخل المسؤولين، ووقف تصرفات رؤسائهم غير السعوديين، التي انتهت برفض تسليمهم رواتبهم منذ شهر محرم الماضي، مشيرين إلى أن المسؤولين رفضوا تنفيذ الكثير من مطالبهم. إذ حمّل الموظفون أمانة جدة ما يحدث لهم من أضرار بسبب مهنتهم التي تحتم عليهم القيام باستخدام مواد سامة، إضافة إلى الأجهزة التي تستخدم والتي تعاني من أعطال كثيرة، خصوصاً تسريب المواد السامة أثناء الرش.