عاودت أسواق الأسهم الصينية الهبوط أمس، إذ فشل إجراء تحفيز قوي اتخذه المصرف المركزي الصيني في إقناع المستثمرين بقدرة بكين على انتشال ثاني أكبر اقتصاد في العالم سريعاً من حال التباطؤ. وخفض «بنك الشعب الصيني» (المركزي) مساء أول من أمس أسعار الفائدة وخفف القيود المفروضة على الإقراض المصرفي بعد هبوط الأسهم نحو 25 في المئة في ما يربو على الأسبوع بقليل. لكن استجابة المؤشرين الرئيسيين للبورصة الصينية كانت متفاوتة كالمعتاد فتباينت بين ارتفاع وانخفاض بأكثر من ثلاثة في المئة قبل أن تنهي تعاملات أمس على انخفاض طفيف. وسجلت الأسواق الأوروبية ارتفاعاً حاداً على الفور بعد القرار الذي اتخذه المصرف المركزي الصيني لكن المؤشرات الأميركية انخفضت بعد تحقيق قفزة في البداية. وأغلق مؤشر «سي اس آي 300» لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن منخفضاً 0.6 في المئة بينما هبط مؤشر «شنغهاي المجمع» 1.3 في المئة. وزادت المخاوف في شأن الاقتصاد الصيني بعد انكماش نشاط المصانع بأسرع وتيرة في نحو ست سنوات ونصف سنة وبعد خفض المصرف المركزي الصيني بتخفيض قيمة اليوان في شكل مفاجئ اول الشهر. وأمس انخفضت الأسهم الأوروبية مقتفية أثر خسائر مماثلة في الأسواق العالمية الأخرى. ونزل مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 2.6 في المئة بعدما صعد 4.3 في المئة أول من أمس بينما سجل مؤشر «يورو ستوكس 50» للأسهم القيادية في منطقة اليورو الخسارة نفسها. وكان «يوروفرست 300» تكبد أكبر خسائره اليومية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 الإثنين، لكنه صعد الثلثاء بعدما أدى خفض أسعار الفائدة الصينية إلى توقف هبوط سوق الأسهم المحلية لفترة وجيزة. غير أن بعض المستثمرين قال إنه لا يزال قلقاً من علامات على تباطؤ الاقتصاد الصيني وعلى ضغوط انكماش الأسعار الناجمة عن خفض بكين قيمة عملتها اليوان. وفي أنحاء أوروبا نزل مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني واحداً في المئة بينما هبط «كاك 40» الفرنسي 1.5 في المئة و «داكس» الألماني 1.7 في المئة. وتعافت الأسهم اليابانية في ختام التعاملات امس لتنهي موجة خسائر استمرت ستة أيام مع هدوء الأسواق الصينية وإقبال صائدي الصفقات الرابحة على الأسهم الكبرى مثل أسهم المصارف وشركات التصدير الكبيرة. وصعد مؤشر «نيكاي» القياسي للأسهم اليابانية 3.2 في المئة ليغلق عند 18376.83 نقطة مسجلاً أكبر مكاسبه اليومية منذ 31 تشرين الأول (أكتوبر). وزاد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 3.2 في المئة إلى 1478.97 نقطة وتقدم مؤشر «جيه.بي.إكس - نيكاي 400» بالنسبة نفسها لينهي اليوم عند 13316.89 نقطة. وهبط المؤشر 13.6 في المئة أو ما يعادل 2813 نقطة في الجلسات الست السابقة حتى اول من أمس، ما هدد بتبديد مكاسبه التي حققها منذ بداية العام في ظل مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي بقيادة الصين دفعت المستثمرين إلى بيع الأصول المحفوفة بالأخطار. غير أن التقلبات الصباحية المبكرة مهدت الطريق أمام عمليات شراء مطردة مع نزول أسعار الأسهم الكبرى إلى مستويات مغرية في الوقت الذي بدت فيه الأسواق الصينية تتعافى بعد قرارات «بنك الشعب الصيني» أول من أمس. وأول من أمس تبخر صعود قوي للأسهم الاميركية في بورصة وول ستريت لتنهي الجلسة على انخفاض مع تغلب كفة المخاوف في شأن اقتصاد الصين بشدة على انخفاض في قيم الأسهم دفع بعض المستثمرين من صائدي الصفقات إلى الشراء في وقت سابق من الجلسة. وأنهى مؤشر «داو جونز الصناعي» التعاملات منخفضاً 204.91 نقطة أو 1.29 في المئة إلى 15666.44 نقطة بعد ان كان قفز إلى 16312.94 نقطة عند أعلى مستوى له في الجلسة. وهبط مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» الاوسع نطاقاً 25.59 نقطة أو 1.35 في المئة ليغلق عند 1867.62 نقطة بعد أن سجل أكبر ارتداد نزولي في جلسة واحدة منذ تشرين الاول (أكتوبر) 2008 مع تراجعه 80 نقطة عن أعلى مستوى له في الجلسة. وأغلق مؤشر «ناسداك» المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا منخفضاً 19.76 نقطة او 0.44 في المئة إلى 4506.49 نقطة.