حذر شيوخ عشائر في الأنبار من اندلاع حرب ثارات في المناطق التي يتم تحريرها من «داعش»، ولفتوا إلى وقوع بعض حوادث الانتقام، وحملات تشويه لبعض العشائر، من خلال اتهامها بالانتماء إلى «داعش». وطالبوا الحكومة الاتحادية باتخاذ إجراءات. إلى ذلك، تعرض قائد العمليات في الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي لإصابة في ساقة بشظية قذيفة هاون في محور الرمادي مركز الأنبار. وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الفلوجة ل «الحياة»، إن «هناك مخاوف من اندلاع حرب ثأرات بين عشائر الأنبار في المناطق التي يتم تحريرها». وأضاف أن «حملة تشويه واسعة بدأت تتصاعد بين هذه العشائر بتهمة الانتماء إلى داعش»، وأشار إلى أن «مرحلة ما بعد تحرير الأنبار ستكون صعبة في ظل الانقسام الواضح». وأكد وقوع حوادث انتقام «سرية» نفذها عدد من أبناء العشائر الذين يعملون مع قوات الأمن، وزاد أن «سبب بعض الحوادث صراع على الزعامة والمصالح». ولفت إلى وجود «تحالف عشائري غير معلن يسعى لاستغلال علاقته من الحكومة الاتحادية في الانتقام من عشائر يقال إنها متحالفة مع داعش». ودعا الحكومة الاتحادية إلى «اتخاذ إجراءات فعالة للتقريب بين العشائر»، محذراً من «استغلال بعض التشكيلات الأمنية هذا الانقسام لتنفيذ أجندة خاصة». من جهة أخرى، قال كامل المحمدي، وهو أحد شيوخ الأنبار أيضاً ويقيم في عمان في اتصال مع «الحياة»، إن «سياسات الحكومة تقوم على تكريس الخلافات بين العشائر بدل توحيدها». وأوضح أن «عمليات التطوع التي أعلنت الحكومة بها تقتصر على عدد محدود من العشائر بينما تتم عرقلة قبول المتطوعين من بقية العشائر بدعم من مسؤولين محليين، كما أن هناك أبناء عشائر آخرين يخشون التطوع خوفاً من عمليات انتقامية». وشدد على «الحاجة إلى مصالحة في الأنبار بدعم دولي وعربي لمنع حصول فوضى في المحافظة مستقبلاً»، وأشار إلى أن «المؤتمر الذي عقد في بغداد يكشف حجم الخلافات بين العشائر». وشهد المؤتمر الذي حضره رئيس البرلمان سليم الجبوري ومحافظ الأنبار صهيب الراوي وعشرات الشيوخ، عراكاً بالأيدي بين الحضور بسبب رفض بعضهم مشاركة شخصيات عشائرية في المؤتمر. إلى ذلك، أصيب قائد العمليات في الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي، وقالت مصادر أمنية إنه أصيب في ساقه بشظية قذيفة هاون سقطت قرب مقر للجيش في المحور الشمالي للرمادي. وأعلنت قيادة العلميات أن قوة من الجيش صدت أمس هجوماً على مقر أمني في منطقة «الصبيحات» التابعة لقضاء الكرمة، شمال الفلوجة، أسفر عن قتل خمسة عناصر من «داعش» وتدمير مركبة تحمل سلاحاً ثقيلاً. وأكدت وزارة الدفاع امس إقالة أحد آمري الفرقة العاشرة «لإخفاقه في أداء الواجبات المناطة به»، من دون إعطاء تفاصيل اكثر. وقال النائب عن محافظة الأنبار أحمد السلماني إن «قيادات كبيرة على مستويات رفيعة متورطة في سقوط مدينة الرمادي»، وأضاف في بيان أن «قرار الانسحاب من المدينة كان بقرار شخصي من القيادات العسكرية من دون أوامر من بغداد»، ولفت إلى أن «القرارات الفردية تكررت في أكثر من حالة خلال الفترة الماضية».