علمت « الحياة» من مصادر عشائرية ان «داعش» يأخذ تعهدات من الشيوخ في المناطق التي يسيطر عليها في الأنبار تقضي بعدم التعاون مع الحكومة او تطويع ابنائهم في تشكيلات أمنية بعد خروجه من مدنهم، فيما بقيت قضية تسليح مقاتلي المحافظة المناهضين للتنظيم تراوح مكانها. وقال كامل المحمدي، وهو أحد شيوخ الأنبار، خلال مكالمة هاتفية من عمان، ل «الحياة»، إن «داعش «يخشى استمالة الأردن عدداً من عشائر الحدود لتدريبهم وتسليحهم وإعدادهم ليأخذوا زمام المبادرة في مناطقهم في حال حصول فراغ أمني يخلفه انسحاب التنظيم الذي بدأ يتعرض لهزائم». وأشار الى ان عشائر غرب الأنبار حصلت على تعهدات من الحكومة تقضي بعدم مشاركة «الحشد الشعبي» في عمليات تحرير مناطقهم، وان يركز عملياته في مدينتي الرمادي والفلوجة. الى ذلك، ما زالت قضية تسليح ابناء العشائر وعناصر القوات الامنية تراوح مكانها، ولكن قضية التطوع تم حسمها، إذ استقبلت القواعد العسكرية في المحافظة المئات، كما قررت وزارة الداخلية صرف رواتب عناصر الشرطة المحلية المتوقفة منذ شهور. وقال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة»، إن الحكومة «حسمت إحدى المشاكل الامنية المتمثلة بقبول المتطوعين في صفوف القوات الامنية وفتحت أمامهم معسكرات التدريب في الحبانية والعامرية من دون شروط تعجيزية كما كان يحصل في السابق». واضاف ان المشكلة الثانية التي ما زالت عالقة هي قضية التسليح «فالحكومة ترفض تزويد القوات المحلية أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وتمتنع عن اشراكهم في مهام قتالية، وهم يراقبون قوات الجيش والحشد الشعبي من دون لعب أي دور قيادي». واشار الى ان «لقاءات عدة جرت بين شيوخ الانبار والمحافظ والمسؤولين المحليين تم ابلاغنا خلالها ان واشنطن ترفض رفضاً قاطعاً تسليح الأنبار مباشرة من دون موافقة وإشراف الحكومة الإتحادية». وكان وزير الداخلية محمد الغبان زار الأنبار أمس، وعقد اجتماعاً مع القادة في الشرطة الاتحادية وافواج الطوارئ في معسكر الحبانية، جنوب الرمادي، تناول سير العمليات الدائرة في الرمادي والفلوجة. واوضح بيان للداخلية ان «قادة الشرطة الاتحادية استعرضوا أهم المناطق التي تم تحريرها، بمشاركة الجيش والحشد الشعبي وأبناء العشائر». وبعد ساعات من زيارة الغبان، اعلن مجلس محافظة الأنبار موافقة الداخلية على اعادة صرف رواتب عناصر الشرطة المحلية المتوقفة منذ شهور بسبب شبهات حول ولائهم، وخشية وجود عناصر من «داعش» بينهم. ميدانياً، قالت مصادر أمنية في «قيادة عمليات الانبار» ان أربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون حاولوا أمس الهجوم على القوات المتمركزة في منطقة الزراعة التي تم تحريرها أخيراً. واضاف ان أنصار الجيش استطاعوا تفجير السيارات قبل وصولها الى الثكنات. واعلن الجيش الأميركي أن التحالف الدولي نفذ 22 غارة على أهداف ل»داعش» منذ الاربعاء الماضي، واوضح في بيان أن «الضربات ركزت على منطقة حديثة حيث وحدة تكتيكية للتنظيم ومناطق تجمع قواته وموقع قيادة وتحكم ودمرت أيضا عربات وقطع مدفعية هاون».