أعلنت قيادة العمليات في بغداد أمس، بدء تشكيل قوة من أهالي المناطق المحررة في الأنبار، فيما نشط الانتحاريون لمنع الجيش من التقدم نحو الفلوجة والرمادي. إلى ذلك، أشادت كتلة «تحالف القوى العراقية» (السنية) بتصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي أكد دعم بلاده عشائر المحافظات الغربية في تصديها ل «داعش» وتحرير مدنها منه. وقال قائد العمليات اللواء الركن عبد الأمير الشمري خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «القوات الأمنية تمكنت من تحرير مناطق شمال الرمادي الممتدة من معسكر الحمرة باتجاه نهر الحلوة بالتزامن مع عملية نفذتها قوات الحشد الشعبي لتحرير المناطق الممتدة من الثرثار باتجاه جنوب نهر الحلوة»، وأضاف أن «الكثير من أهالي تلك المناطق عادوا إليها». وأشار إلى أن «وزير الداخلية محمد سالم الغبان وافق على تشكيل قوة من أهالي المناطق المحررة وتجهيزها وتسليحها لحماية مناطقهم». ولفت إلى وجود «تنسيق مع الحكومات المحلية لناحية الجزيرة ومحافظة الأنبار لوضع خطة لإعادة الخدمات إلى تلك المناطق». وأكد أن «القوات الأمنية تمكنت من ضبط أكبر معمل للتفخيخ فيه أكثر من ألف عبوة ناسفة وخمسون برميلاً من مادة الC4 وأسلحة وعربات مفخخة ومدرعة». وأشار إلى أن «القوات تحقق تقدماً في مناطق الصبيحات والبوسودة، وتمكنت من قتل عدد من عناصر داعش وصد هجمات التنظيم بعدد من السيارات المفخخة». وأكد «دخول الصواريخ الأميركية الحديثة المضادة للدروع إلى الخدمة»، وزاد أن «قيادة العمليات استلمت 400 صاروخ منها وتم تدريب المقاتلين على استخدامها ، وقد استخدمت فعلاً خلال معارك البوسودة شرق الكرمة». وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة»، إن «داعش نشر عشرات الانتحاريين على أطراف الفلوجة والرمادي لمنع قوات الجيش من التقدم لتحريرهما». وأضاف أن «معارك عنيفة تجري في قرى وبلدات الكرمة، شرق الفلوجة، وفجر انتحاريون أنفسهم في القوات التي تقدمت نحو منطقة الصبيحات». وأشار إلى أن «داعش» قصف أمس «ناحية عامرية الفلوجة والبلدات المحيطة بها بقذائف هاون أدت إلى تدمير عدد من المنازل من دون وقوع خسائر بشرية باستثناء بعض الجرحى، ولفت إلى أن التنظيم يخطط لاقتحام الناحية». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم مجلس الأنبار عيد عماش في بيان أمس، أن «150 مستشاراً أميركياً وصلوا قاعدة التقدم في الحبانية شرق الرمادي». وأضاف أن «القوات الأمنية تفرض طوقاً على داعش داخل المدينة وهناك مسعى لإغلاق آخر منفذ للإرهابيين وهو الجهة الشمالية الغربية، وعندها سيكون التنظيم محاصراً». من جهة أخرى، أشادت كتلة «تحالف القوى العراقية» التي تضم القوى السياسية السنية بتصريحات الملك عبد الله الثاني الذي أكد دعم بلاده عشائر المحافظات الغربية في الأنبار. وقال رئيس الكتلة أحمد المساري في بيان أمس: «إننا ننظر بعين الاحترام والتقدير إلى المواقف القومية الشجاعة للأردن الشقيق شعباً وملكاً وحكومة وما قدموه من دعم ومساندة للشعب العراقي في محنته العصيبه ومواجهته الإرهاب بكل أشكاله وما يشكله من مخاطر على عموم المنطقة والعالم». وأضاف أن «العشائر العراقية في المحافظات الغربية والتي تربطها وشائج القربى والمصاهرة مع العشائر الأردنية، في حاجة حقيقية إلى دعم كل الأشقاء والأصدقاء لتزويدها بالسلاح وبما يمكِّنها من تطهير مدنها من داعش وإعادة المهجرين والنازحين الى ديارهم، خاصة بعد تأكيد الحكومة المركزية عجزها عن تزويدهم بالسلاح وضرورة اعتمادهم على إمكاناتهم الذاتية». وكانت «الحياة» كشفت قبل أسابيع عن رفض الحكومة العراقية عروضاً قدمها الأردن لتدريب وتسليح عشائر الأنبار، فيما يجري تعاون سري بين عدد من العشائر مع القوات الأردنية لتأمين المعابر الحدودية بين البلدين. ودعا رئيس البرلمان سليم الجبوري أمس، مجلس الأمن إلى حض الدول المجاورة للعراق على أن تكون «أكثر جدية» في منع عناصر «داعش» من التسلل إلى العراق، وحذر من من «خطر شيوع الإحباط والانكسار» في صفوف النازحين وفقدان أملهم بالمجتمع الدولي.