يبدو أنه لم تعد هناك حاجة ليردد المسنون بيت أبي العتاهية الشهير «ألا ليت الشباب يعود يوماً»، بعد أن صار بمقدورهم استعادة شبابهم خلال ساعات، وبمجرد الخضوع لمبضع جراح ماهر في عمليات التجميل. وعلى رغم أن تلك الجراحات كانت تقتصر على النساء، إلا أن الرجال لجؤوا في السنوات الأخيرة إلى عمليات شد الوجه والجفون، وإزالة اللحية وشفطن الدهون في محاولة منهم لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وطمس كل ما خطته السنوات على أجسادهم، إذ سجلت السعودية أخيراً، نسبة جيدة من المقبلين على هذا النوع من العمليات، خصوصاً بين أولئك الذين تجاوزت أعمارهم سن ال 50. وبحسب استشاري جراحة التجميل ونائب رئيس الجمعية السعودية لجراحة التجميل الدكتور إبراهيم أشعري، فإن غالبية الرجال المقبلين على عمليات التجميل يفعلون ذلك لرغبتهم في إخفاء معالم الشيخوخه قبل الزواج، موضحاً أن نسبة إقبال الرجال على جراحات التجميل يصل إلى 20 في المئة. وكشف أشعري أن عمليات التجميل لم تكن واردة لدى الرجال قبل نحو عامين، «أما الآن فالوضع اختلف»، مشيراً إلى أن منهم من يرغب في إزالة اللحية وتحديدها. وذكر أن المقبلين على عمليات شفط الدهون تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 30 سنة، فيما تعتبر عمليات الوجه والجفون والصنفرة هي الأكثر رواجاً في الوقت الحالي. وقال: «إن عمليات التجميل لا تقتصر على الطبقة البرجوازية أو الأغنياء، بل تعتبر الطبقة الوسطى هي الأكثر اهتماماً بها، على رغم أن عمليات التجميل تكلف كثيراً، وليس بمقدور الشخص العادي تحمل مصاريفها»، موضحاً أنه على رغم أن كلفة عمليات التجميل في السعودية، أقل من الخارج، إلا أنها تظل مرتفعة، إذ تبدأ أسعارها من 15 ألفاً إلى 40 ألفاً، وأحياناً تصل إلى 50 ألف ريال. ورأى أشعري أن عمليات التجميل تعالج نفسياً أكثر منها طبياً، كونها تتسبب في رفع معنويات الخاضعين لها وتجديد الأمل لهم، مفيداً أن الرجال في المجتمعات العربية يخضعون لعمليات التجميل من أجل النساء والعكس صحيح. وأضاف: «المرأة العربية تهتم بتجميلها حرصاً على لفت انتباه زوجها، فيما الأجنبية تهتم بالتجميل من أجل نفسها فقط وليس من أجل الرجل».