اتفق رئيس حكومة إقليمجنوب السودان زعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» سلفاكير ميارديت ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه على استئناف الحوار بين الطرفين لتسوية القضايا العالقة في اتفاق السلام عبر اجتماع مؤسسة الرئاسة. وبينما اعتبر طه تجميد الحوار في الفترة الماضية «سوء فهم»، أكدت «الحركة الشعبية» أن ترشيحها ياسر عرمان للرئاسة في الانتخابات المقبلة غير قابل للمساومة. وعلمت «الحياة» أن سلفاكير دعا زعماء المعارضة إلى لقاء عاجل في جوبا عاصمة الجنوب اليوم للتشاور في شأن قضايا مرتبطة بالانتخابات يتوقع أن تكون ذات صلة بالمقترحات التي طرحها طه على القيادة الجنوبية. ويسعى حزب المؤتمر الوطني إلى اقناع «الحركة الشعبية» بسحب ترشيح عرمان في مقابل منح الحركة 57 مقعداً إضافياً في البرلمان لتسوية الخلاف في شأن نتائج التعداد السكاني. وتهدد الحركة بمقاطعة البرلمان في حال لم يمنح الجنوب ثلث مقاعد البرلمان القومي. وقال وزير رئاسة شؤون حكومة الجنوب لوكا بيونق إن طه طرح خلال محادثات مع سلفاكير في جوبا الالتزام بمناقشة القضايا العالقة وعلى رأسها الخلاف على نتائج التعداد السكاني وترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها. وذكر بيونق أن طه أكد أن تجميد الحوار نتج من سوء تفاهم ولا يوجد طرف أغلق باب الحوار، مشيراً إلى أن الطرفين شددا على ضرورة العمل لضمان شفافية ونزاهة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. كما قال الأمين العام ل «الحركة الشعبية» باقان أموم إن المكتب السياسي للحركة متمسك بترشيح ياسر عرمان لرئاسة الجمهورية، لتعزيز «مشروع السودان الجديد» في اطار اتفاق السلام. إلى ذلك، لم يستبعد الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني الانسحاب من الانتخابات في أي مرحلة من مراحلها «متى شعر أنها لا تجرى وفق الأسس القانونية»، وترك باب التحالفات مفتوحاً للجولات المقبلة. وطالب الحزب الرئيس عمر البشير بإقالة حكام الولايات والمحافظين لضمان نزاهة الانتخابات، قبل أن يطلب منه شخصياً تقديم استقالته للسبب ذاته. وأعلنت لجنة الانتخابات في الحزب في مؤتمر صحافي أمس لائحة مرشحي الحزب لمناصب حكام الولايات، مؤكدة خوض الانتخابات في كل مستوياتها التنفيذية والتشريعية. وقال عضو اللجنة ميرغني بركات إن الحزب سيخوض الانتخابات وفق شروط تضمن نزاهتها وحريتها، وأوضح أن الحزب سمّى مرشحيه ابتداء من رئاسة الجمهورية. واعتبر ترشيح حزبه حاتم السر لرئاسة الجمهورية «يدحض أي حديث حول دعمنا لمرشحين من أحزاب أخرى». وأعلن عضو اللجنة المحامي علي أحمد السيد أن الحزب قد يقاطع الانتخابات متى ما شعر انها تجرى وفق أسس غير سليمة ومخالفة للقانون. وقال إن حزبه «لم يتأكد حتى الآن من نزاهة الانتخابات». وجدد اتهام الحزب لمفوضية الانتخابات بمخالفة قانون الانتخابات، مشيراً الى انها خالفت نص المادة التي تتيح للمرشح للمناصب التنفيذية أن ينسحب من السباق خلال 45 يوماً وللمناصب التشريعية خلال 30 يوماً بتقليص المدة إلى ثلاثة أيام، وقال إن مثل هذه الخطوة «تدفعنا الى مقاطعة الانتخابات». لكنه عاد وأكد أن حزبه سينتظر حتى تاريخ الاقتراع لحسم موقفه. وأعلن السيد أن الحزب لم يحسم حتى الآن أمر التحالفات مع القوى الأخرى، وقال انه ليس هناك أي نوع من التحالف مع أي جهة، معتبراً اللقاء الذي تم بين رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي «لقاءً عادياً ولا يعني أن هناك تحالفاً بينهما». وفي أديس أبابا (أ ف ب) بحث المسؤولون الافارقة أمس الإثنين «التحديات» الكبرى التي يطرحها الحفاظ على السلام الهش في السودان قبل ثلاثة اشهر من انتخابات عامة وسنة على استفتاء حول احتمال استقلال الجنوب، وذلك خلال قمة الاتحاد الافريقي في أديس أبابا. وقال جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إنه تم احراز «تقدم ملحوظ في السودان في مجال تطبيق اتفاق السلام الشامل (الموقع عام 2005) لكن تحديات ذات حجم لا سابق له تتطلب انتباهاً شديداً». وأكد مفوض السلم والامن لدى الاتحاد الافريقي رمضان لعمامرة ضرورة «العمل مع كل المسؤولين السودانيين لتشجيع السلام في هذا البلد». وأضاف «نقوم بذلك مع احترام كامل لارادة شعوب السودان لكن علينا في كل الاحوال جعل الوحدة جاذبة»، مستعيداً التعبير الذي استخدمه السبت الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون. وعقد اجتماع مخصص للسودان فقط الأحد على هامش القمة بمبادرة من بان كي مون وبينغ وحضره الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي مليس زيناوي ورؤساء جنوب افريقيا ونيجيريا وتشاد والجزائر. لكن أحد اعضاء الوفد السوداني الى القمة اكوي بونا مالوال قال «الأمر متأخر جداً، لقد طلبنا منذ فترة طويلة من المجموعة الدولية حشد قواها، لكن الناس سبق واتخذوا خياراتهم في جنوب السودان». وأوضح «انهم يؤيدون الاستقلال وبالتالي لا وقت لدينا. لا يزال بامكان المجموعة الدولية ان تتدخل لمساعدة الطرفين على مواجهة مرحلة ما بعد الاستفتاء بطريقة سلمية»، مؤكداً ان «حكومة الخرطوم لن تعارض أبداً قرار شعوب جنوب السودان». من جهته اعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي الأحد ان «الجنوب له الحق بالانفصال عن الشمال عبر استفتاء لكن هناك مخاطر بالنسبة إلى الجنوب». واعتبر القذافي أمام الصحافيين أن «مخاطر الحرب هي بين شعب الجنوب اكثر مما هي بين الشمال والجنوب. لديهم خلافات حول الأرض والمياه وذلك سبق أن أدى إلى معارك. واذا توصلوا الى الاستقلال فانها ستكون دولة مصغرة تثير مطامع جيرانها». وإلى جانب الازمات الاقليمية، فإن قمة الاتحاد الافريقي التي تجمع حتى اليوم الثلثاء ممثلي 53 دولة اعضاء في المنظمة ستبحث أيضاً في التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية. وطلب الاتحاد الافريقي تعليق الاجراء الذي اطلقته المحكمة بحق البشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية في دارفور بغرب السودان.