القدس - أ ف ب - تتزايد أعداد الفلسطينيين الذين يرتادون تكية خاصكي سلطانه، المكان التاريخي المخصص منذ 454 عاماً لإطعام فقراء القدس حيث يعيش حوالى 67 في المئة من العائلات الفلسطينية تحت عتبة الفقر ويحمّلون اسرائيل مسؤولية تدهور أوضاعهم المعيشية. وكانت السلطانة روكسانا، زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، شيدت هذا المكان المقبّب الذي يزيد ارتفاعه عن 10 أمتار ووهبته لفقراء القدس ولا يزال يشكل ملجأ للمقدسيين المعوزين. وروت سميحة وهي تجلس مع مجموعة من النساء على درجات التكية في انتظار الحصول على وجبة غذاء لها ولأولادها انه لولا الحاجة الماسة وسوء وضعها الاقتصادي لما جاءت الى التكية. وقالت: «انا أرملة اتقاضى راتباً من التأمين يبلغ ألف شاقل (250 دولاراً)»، مضيفة ان هذا المبلغ لا يكفي لتغطية النفقات المعيشية للعائلة. فأولادها لا يعملون، وإسرائيل لا تريد عمالاً عرباً وتستقدم العمال من الخارج، مؤكدة ان الاسرائيليين «لا يريدون عرباً في القدس». وكانت السلطانة روكسانا خصصت بعض الأراضي الممتدة من القدس الى مدينة الرملة لريع التكية، إلا ان اسرائيل صادرت هذه الاراضي عند تأسيسها. وقال طباخ التكية أحمد بحيص: «نوزع وجبات غذائية يومياً على 115 عائلة، اي نحو 600 شخص فيما يتناول الوجبات عندنا حوالى خمسين آخرين». وأضاف: «نطبخ كل يوم نحو 70 كيلوغراماً من الرز و80 كيلوغراماً من اللحم و50 كيلوغراماً من الدجاج، ونقدم معها الفاصولياء واللبن والملوخية والبازلاء»، مشيراً الى ان الكلفة الشهرية للوجبات تبلغ نحو 90 ألف دولار. وتوزع التكية وجبة من شوربة القمح وهو تقليد قديم العهد يعتبر جزءاً من تراث القدس. وكانت «جمعية حقوق المواطن» في اسرائيل أفادت في منتصف عام 2009 بأن 66.8 في المئة من العائلات في المدينة تعيش تحت خط الفقر، مقارنة ب 23.3 في المئة من العائلات اليهودية، وأن 22 في المئة فقط من السكان العرب يحصلون على الخدمات الاجتماعية، مشيرة الى ان «التمييز» الذي تمارسه إسرائيل لضمان غالبية يهودية في المدينة مسؤول جزئياً عن هذا الوضع. ولمحاولة مساعدة السكان على التغلب على الوضع الاقتصادي، تقوم لجان مقدسية محلية بتوزيع قسائم خبز على نحو 700 عائلة. وأكد أشرف سلهب من لجنة زكاة القدس ان «35 في المئة من زكاة المسجد الاقصى التي نجمعها في رمضان توزع على القدس، ويوجد عندنا نحو 5 آلاف عائلة فقيرة مثبتة، ولكننا لا نستطيع ان نساعد إلا 800 عائلة منها عبر منحها راتباً شهرياً يتراوح بين 50 الى 100 دينار أردني». ولفت الى أن اسرائيل «تقوم بإفقار الناس». وأورد مثلاً عملية هدم المنازل قائلاً: «الفلسطيني يضع مدخراته في بيته الذي تهدمه اسرائيل فيخسر كل شيء». يذكر ان 270 ألف فلسطيني يقيمون في القدسالشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها اليها.