جوهانسبورغ - أ ف ب – احتفل أنصار حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم في جنوب أفريقيا أمس، ب «الفوز الكبير» الذي أحرزه الحزب في الانتخابات العامة، وذلك بنسبة تجاوزت 65 في المئة من عدد الناخبين. وتجمع هؤلاء خارج مقر الحزب وسط مدينة جوهانسبورغ، حيث ألقى زعيمه جاكوب زوما الذي سيصبح رابع رئيس أسمر لجنوب أفريقيا لدى انعقاد البرلمان الجديد في السادس من الشهر المقبل، كلمة أمام الحشود. وحصل التحالف الديموقراطي المنبثق من المعارضة السابقة في عهد نظام الفصل العنصري على 20.22 في المئة من الأصوات، وتلاه حزب «مؤتمر الشعب» الذي أسسه منشقون عن «المؤتمر الوطني الأفريقي» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ب 7.5 في المئة من الأصوات، علماً ان حزب «التحالف الديموقراطي» الذي تتزعمه امرأة من البيض فاز في جزيرة روبن التي قضى فيها الرئيس السابق نلسون مانديلا الحائز جائزة نوبل للسلام سنوات سجنه، ما شكل أول انتصار له في الجزيرة منذ انتهاء نظام الفصل العنصري عام 1994 . ولم تمنع المشاكل القضائية لزوما الذي أسقطت قبل أسبوعين ملاحقات ضده بتهمة فساد والخلافات الداخلية في «المؤتمر الوطني الأفريقي» التي اضطرت رئيسه ثابو مبيكي على الاستقالة في أيلول (سبتمبر) الماضي، الناخبين من التصويت لزوما وللحزب الحاكم الذي يتمتع بشرعية موروثة من نضاله ضد نظام الفصل العنصري السابق. وكتبت الصحف ان «المشاركة كانت كثيفة وسط أجواء سلمية سادها مزاج هادئ وصبر». ونشرت صوراً لصفوف الانتظار التي تشكلت أمام مراكز الاقتراع. ووصفت صحيفة «ذي ستار» الصور بأنها «مصدر اعتزاز لنا، وتشبه صور عام 1994»، حين صوتت الغالبية السوداء في البلاد للمرة الأولى، وتوجه 87 في المئة من الناخبين الى مراكز الاقتراع لإيصال زعيم مكافحة الفصل العنصري نلسون مانديلا، الحائز جائزة نوبل للسلام، الى السلطة. وأضافت الصحيفة: «تحرك الناس مرة جديدة بكثافة لإسماع صوتهم», مؤكدة ان «دور السياسيين حان كي يكونوا في مستوى وعودهم». وتابعت «ذي ستار» ان «مهمة زوما والمؤتمر الوطني الأفريقي واضحة: هناك مستوى مرتفع من الفقر والبطالة والإجرام في مجتمعنا، ويجب أن ننكب على العمل». ومنذ عام 1994، أنشئ أكثر من مليوني مسكن ومدت شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي إلى عدد كبير من الأحياء. لكن ملايين الأشخاص، خصوصاً من الغالبية السوداء، ما زالوا يعيشون في مدن للصفيح. ويعمل نحو 43 في المئة من السكان بأجر يقل عن دولارين يومياً، بينما تناهز نسبة البطالة 40 في المئة. كما فشلت الحكومة في احتواء الإجرام الذي سجل مستوى قياسياً بمعدل 50 حادث قتل يومياً، علماً ان مسؤولاً في حزب «مؤتمر الشعب» قتل برصاص مسلحين خلال وجوده في منزله أمس.