أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس تخريج 63 مستفيداً من مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في كل من جدةوالرياض، بعد تأهيلهم شرعياً ونفسياً واجتماعياً من خلال إلحاقهم بعدد من الدورات التي يقيمها المركز، التي تشتمل على الجوانب الاجتماعية والعلمية والدينية كافة، فيما رأى رئيس حملة «السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عبدالمنعم المشوح أنه من الخطأ شرعنة تطرف الجيل الحالي من الإرهابيين باعتبار أن غالبيتهم منزعه في التطرف والإرهاب نفسي، ولا علاقة له بالتدين أو الفكر أو الإيمان. وأوضحت «الداخلية» عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، أنه تم تخريج الدورة 36 من المستفيدين بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بالرياض وعددهم 39 خريجاً، إضافة إلى تخريج الدورة 11 من المستفيدين بالمركز في محافظة جدة، وعددهم 24 خريجاً. واكتسب مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة شهرة عالمية بسبب النجاحات التي حققها في إعادة تأهيل المتورطين في قضايا الإرهاب، على رغم عودة بعض نزلاء المركز إلى طريق الإرهاب بعد خروجهم، لكنهم لا يمثلون إلا فئة محدودة من أعداد كبيرة جرى تأهيلها – بحسب وزارة الداخلية السعودية. ووفق إحصاءات رسمية صدرت عن ذات المركز، بلغت نسبة الأشخاص الذين دخلوا لمركز المناصحة وخرجوا من دون تغيير قناعاتهم المتشددة 32 في المئة منذ إطلاق البرنامج في عام 2007، بينما بلغ عدد المستفيدين من العائدين من معتقل غوانتانامو 120 مستفيداً، انتكس منهم 23 شخصاً، وعادوا إلى الفكر الإرهابي، يمثلون ما نسبته 19 في المئة، فيما بلغ عدد المستفيدين من موقوفي الداخل في المركز 2820 مستفيداً، عاد منهم إلى الفكر الإرهابي نحو 368 مستفيداً، يمثلون ما نسبته 13 في المئة تقريباً، حيث قتل عدد منهم في مناطق القتال في اليمن والعراق، عوضاً عن آخرين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم «داعش» الذي حضر بقوة على الساحة السعودية خلال الأشهر التسعة الماضية بأكثر من 1600 موقوف في سجون المملكة. من جهته، دعا رئيس حملة السكينة الدكتور عبدالمنعم المشوح إلى نهضة شاملة في مواجهة ومعالجة الإرهاب، ورفع مستوى المعالجات المعرفية والنفسية والاجتماعية، مطالباً بوجوب اعتبار الجيل الحالي من المتطرفين مجرمين، وإجرامهم لا مبرر له، وأنه مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا علاقة له بالدين. وقال المشوح خلال حديثه ل«الحياة»، «إننا لسنا في مرحلة تحتمل التجارب والمغامرات، ولا حتى المواجهات النقدية الجارحة، نحن بحاجة إلى مزيد من التكامل والتنسيق والصدقية في التعاطي مع الموضوع، وإحداث نقلة نوعية متوازنة في ملف مواجهة ومعالجة الإرهاب». وأشار إلى أن وجود المدلسين والمتراجعين في أي برنامج علاجي أو فكري أو توعوي متوقع إن كان ضمن إطار النسب المحدودة بحيث إنه عندما تعقد مقارنة بين المتورطين مع القاعدة في الموجة الأولى منذ عام 2002، وبين المتورطين مع «داعش» والقاعدة الآن نلاحظ انحساراً وتراجعاً. وأفاد بأنه من الخطأ الاعتقاد بأن الحل محصور في برنامج واحد أو مجموعة برامج ذات طابع متقارب، مضيفاً: «فالحل يجب أن يكون تكاملياً شمولياً - كما أن مسببات التطرف وبواعثه ومحفزاته تستقي من مؤثرات عدة. وشدد على ضرورة أن يكون الحل متعدد الوسائل والمستويات «فنحن في مواجهة ومعالجة الإرهاب أمام ترسبات معرفية ومحفزات واقعية وأمام كتل بشرية بما تحمله من خريطة نفسية وسلوكية واجتماعية، بيد أنه في هذا المشهد لا تتوقع أبداً أن تتم إذابته من خلال برنامج واحد أو في غضون سنوات قليلة».