علمت «الحياة» أن لجنة من هيئة الرقابة والتحقيق زارت مستشفى الأمل في محافظة جدة أمس، للتقصي عن أسباب الهروب الجماعي الذي شهده المستشفى خلال الثلاثة أسابيع الماضية، والتأكد من سلامة الإجراءات المتبعة، تمهيداً لإعداد تقرير في هذا الشأن. وأكدت مصادر، أن إدارة المستشفى حاولت أن تخلي مسؤوليتها من حوادث فرار النزلاء، لاسيما وأن ال 15 نزيلاً الذين فروا في الحادثة الأولى، أرجعوا ما أقدموا عليه إلى ما وصفوه بالتعامل السيئ داخل المستشفى بدلاً من تلقي العلاج، مشيرة إلى أن مدير مشروع برنامج الأمل الحالي الدكتور أسامة إبراهيم وجه أصابع الاتهام للإدارة السابقة، في تسببها فيما يحدث داخل المستشفى حالياً. وقالت المصادر: «إلا أن تكرار تلك الحوادث أدخل الإدارة الحالية في دائرة الاتهام، لاسيما وأن مدير البرنامج الحالي كان يشغل منصب المدير الطبي خلال الإدارة السابقة». ورأت تلك المصادر أن لجان التحقيق التي شكلت بعد تلك الأحداث، لايمكن أن تصل إلى نتائج جذرية تحل المشكلة وتمنع حدوثها في المستقبل، مرجعة ذلك إلى أن اللجان مشكلة من الفريق الطبي والإداري العامل في البرنامج وبرئاسة مدير البرنامج. وطالبت المصادر بلجنة محايدة للكشف عن أسباب هروب النزلاء، والكشف عما وصفته بالمخالفات الإدارية التي تتجاوز اللوائح والتنظيمات، موضحة أن منها تعيينات لبعض المقربين وصرف انتدابات لبعض الإداريين بمبالغ تخالف اللوائح (حصلت «الحياة» على صور منها). وانتقدت المصادر اعتماد انتداب بمبلغ 500 ريال في اليوم لمدير شؤون الموظفين، في حين تنص اللائحة على استحقاقه مبلغاً أقل، إضافة إلى تعيين أحد أقارب المسؤولين في المستشفى على وظيفة مساعد إداري ومالي، على رغم عدم حصوله على أي مؤهل سوى الثانوية العامة. واستغربت تعيين أحد الاختصاصيين من الجنسية المصرية مديراً طبياً للبرنامج، وإعادة تعيين آخر من الجنسية السورية على وظيفة مدير وحدة علاج الإدمان بعد استقالته، في وقت تنص فيه التوجيهات على وجوب شغر تلك الوظائف بكوادر سعودية. واستاءت المصادر من إصدار تذاكر على الدرجة الأولى لأحد الموظفين انتدب إلى مانيلا، فيما الكادر الوظيفي الذي يعمل عليه يستحق أن تصرف له تذكرة سياحية. وفي وقت تطورت فيه قضية الموظف المتهم بالجنون، والذي خضع لعدد من الاختبارات المبدئية التي أثبتت سلامته، علمت «الحياة» أن اللجان النفسية لم تتسلم تقويم الأداء الوظيفي للموظف حتى الآن.