أمرت «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) أمس (الأحد)، وحداتها ب «وقف كل الأعمال ذات الطابع الهجومي» وأطلقت سراح ضابط كانت تحتجزه رهينة، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه مفاوضات السلام في هافانا. وقالت «فارك» في بيان على موقع «باسفارك دوت اورغ»، إن «أمر وقف أي عمل ذي طابع هجومي ضد القوات المسلحة للدولة وضد المنشآت العامة والخاصة يدخل اليوم حيز التنفيذ». ولكن الحركة المتمردة حذرت من أن هذا الإعلان لا يحرم وحداتها من «حق الدفاع المشروع عن النفس». وأضافت أن وقف إطلاق النار «ذو الطابع الإنساني يمثل مبادرة جديدة من جانبنا في سبيل التوصل مع الحكومة الى آليات أكثر فعالية لنزع فتيل التوتر في النزاع». من جهتها، أطلقت الحركة المتمردة أمس سراح الملازم في الجيش الكولومبي كريستيان موسكوسو الذي كانت تحتجزه رهينة منذ السابع من تموز (يوليو) الجاري. وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس في تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، إن «الملازم موسكوسو حر وبصحة جيدة». وتولت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» الوساطة في عملية إطلاق سراح الضابط. من جانبها تعهدت الحكومة الكولومبية التي أطلقت أخيراً حملة عسكرية جديدة ضد الحركة بالرد على إعلان وقف إطلاق النار الأحادي الجانب بتهدئة من جانبها. وكانت «فارك» أعلنت في مطلع تموز الجاري عن هذه الهدنة، غداة نداء للتهدئة أطلقه الوسطاء الأربعة في مفاوضات السلام التي بدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 في هافانا. ويومها أشاد الرئيس الكولومبي بهذه المبادرة لكنه، اعتبر أنه هناك حاجة «للمزيد وخصوصاً من الالتزامات الملموسة لتسريع المفاوضات» وإنهاء أقدم النزاعات المسلحة في أميركا اللاتينية والذي خلف منذ بدأ قبل نصف قرن نحو 220 ألف قتيل، بحسب الأرقام الرسمية.