مرت قبل أيام قليلة الذكرى العشرون لرحيل المخرج فهمي عبدالحميد الذي ارتبط اسمه بفوازير رمضان التي توقفت طوال العقد الماضي، على رغم محاولات عدد من المنتجين والمخرجين والمؤلفين إعادتها إلى الأضواء. وهو ما يتردد بقوة حالياً من خلال رصد موازنات كبيرة لها ومحاولات إسناد بطولتها إلى عدد من الفنانات من بينهن هيفاء وهبي وسيرين عبدالنور ومادلين مطر ونرمين الفقي وسمية الخشاب ومي كساب وأخريات. ولكن يبدو أن الفوازير، بكل ما نعرفه عنها من وهج وتألق وحضور، اختفت برحيل عبدالحميد الذي كان مخرجاً مبدعاً يستطيع مخاطبة الجمهور بنبض عصري، وهو ما لم يحدث لاحقاً في محاولات بعض تلامذته أو زملائه، إلى جانب عدم وجود نجمة استعراضية لديها قدرات أو موهبة النجمتين نيللي وشيريهان. استطاع عبدالحميد أن ينعش نبض الفوازير، خصوصاً مع تزامنها مع التلفزيون الملون، وظهور التقنيات الحديثة للصورة والخدع التي استطاع توظيفها لخدمة الفوازير. وكان لإبداعه النصيب الأوفر في نجاح الفوازير في شكل استعراضي مبهر، جمع فيه بين ألوان الفنون من رقص وغناء ودراما وألغاز وتصوير وخدع ومؤثرات صوتية ومرئية وغرافيك وتصميم ديكور وملابس، في تشكيل فني متناسق منذ 1975. وعلى مدى 15 عاماً أبدع عبدالحميد في إخراج أعمال استعراضية مبهرة، علماً أنه لم يكن أول مخرج للفوازير، إذ سبقه إليها محمد سالم. ولد عبدالحميد في ضاحية العباسية في القاهرة عام 1939، والتحق بكلية الفنون الجميلة «قسم الحفر»، وفي عام 1964 عمل في قسم الرسوم المتحركة في التلفزيون المصري. أما بدايته الحقيقية مع فوازير رمضان فكانت عام 1974 مع نيللي بعنوان «صورة وفزورة» ثم قدم «صورة وفزورتين» ثم «صورة وثلاث فوازير» و«أنا وأنت فزورة»، إلى أن التقى مع الشاعر صلاح جاهين وقدما معاً أحلى ما قدمت نيللي فوازير «عروستي» و«الخاطبة». وبعد سبعة أعوام من التعاون مع نيللي التقى مع عبدالرحمن شوقي وسمير غانم وابتكر شخصية «فطوطة» التي جسدها غانم لثلاثة أعوام متتالية وحققت نجاحاً جماهيرياً. وجاءت بداية شيريهان على يديه فقدمت معه فوازير «ألف ليلة وليلة» لثلاثة أعوام متتالية أثمرت شخصيات شهيرة هي «فاطيمة وحليمة وكريمة» و«عروسة البحور». وفي عام 1988 اختار يحيى الفخراني وصابرين وهالة فؤاد لتقديم الفوازير في تعاون مع الكاتب الساخر يوسف عوف. وفي عام 1989 انضمت ليلى علوي إلى حلقات «ألف ليلة وليلة» وكانت منفصلة عن الفزورة التي قدمها مدحت صالح وشيرين رضا. ووافته المنية إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء تصويره حلقات «ألف ليلة وليلة» من بطولة مدحت صالح ورغدة ومنى عبدالغني.