ما كادت تنقضي بضعة أيام على إحياء 100 ساعة متواصلة من الأنشطة الفلكية بين 2 و 6 من الشهر الجاري لمناسبة «السنة العالمية لعلوم الفلك»، حتى اكتشف العلماء كوكبين سيّارين خارج نظامنا الشمسي وأُضيفا الى قائمة أصبحت تضم 348 كوكباً سيّاراً، اكتشف أولها في 6 تشرين الأول (اكتوبر) عام 1995. وأعلن أن أحد الكوكبين المُكتشفين هو الأكثر رطوبة والآخر الأخف بين الكواكب السيّارة التي لوحظت خارج النظام الشمسي. وذكرت صحيفة «نيو ساينتيست» الأميركية أن حجم الكوكب الأول «الرطب» يفوق الأرض 7 اضعاف. فيما يبلغ حجم الثاني 1.9 ضعف كوكبنا الأزرق. وأضافت الصحيفة أن الكوكب السيّار «الرطب» يبعد 20 سنة ضوئية عن الأرض. ويتميّز بأنه مغطى بالمياه كلياً. وأوضح العلماء ان حجم الكوكب الكبير أصغر من أن يكون كوكباً غازياً عملاقاً كما هي حال كوكبي زحل والمشتري، كما انه كبير ما يقضي على إمكان أن يكون كوكباً صخرياً كالأرض، ولذا فالأرجح أن تكون تركيبته شبيهة بكوكبي عطارد والزهرة حيث يكثر الجليد والميثان والأمونيا. وفي المقابل أثار الكوكب الثاني اهتماماً علمياً كبيراً بسبب وزنه الخفيف نسبياً، على رغم أن قربه من نجمه «غليسي 581» يجعله حاراً جداً، ما يفترض صعوبة أن تكون عليه كميات من المياه. ويرجح أن يكون صخرياً مثل الأرض. وأطلق علماء الفلك على الكوكبين الجديدين إسمي «غليسي 581 دي» و «غليسي 581 إي»، اقتباساً من النجمين اللذين يدوران حولهما. وعمد العالِم مايكل مايور من مرصد جنيف وفريقه في «المرصد الأوروبي الجنوبي» الى مراقبة النجم «غليسي 581» الى استخدام تلسكوب قطره 3.6 أمتار في تشيلي إضافة إلى آلة لتحليل الضوء المنبعث منه. ومن اللافت أن يكون العلماء عثروا على أكثر الكواكب الكونية السيّارة قرباً من حجم الأرض، بفضل تلسكوب أرضي في الوقت الذي يحتفلون فيه بمرور 4 قرون على استعمال العالِم غاليليو غاليلي تلسكوباً في الرصد الأول للكون من الأرض. ويزيد أهمية الأمر أن كثيرون اعتقدوا بصعوبة رصد كواكب سيّارة صغيرة الحجم بواسطة تليسكوبات أرضية، لأن اكتشاف هذه الكواكب يعتمد على تغيير طفيف في الضوء الصادر من النجم الذي يدور حوله الكوكب السيّار. وكلما صغر حجم الكوكب، تضاءل تأثيره على النور المنبعث من نجمه، وتالياً يصعب اكتشافه بواسطة تليسكوب أرضي.