لندن، طوكيو - رويترز - تراجعت الأسهم العالمية متأثرة باقتراحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تحدّ من حجم المصارف وأنشطتها بهدف وضع حدٍّ للإفراط الذي أدى الى أزمة المال العالمية الحالية، ما تسبب بتراجع الأسهم في «وول ستريت» اول من امس مسجلة أكبر انخفاض بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مع تراجع أسهم المصارف الكبرى. وتراجعت الأسهم الأوروبية بداية التعاملات أمس، لتواصل خسائرها لليوم الثالث على التوالي، مع تعرض المصارف لضغوط بعد أن اقترح اوباما فرض ضوابط جديدة صارمة على القطاع المصرفي الأميركي. وواصلت الأسهم الأوروبية تراجعها منتصف التعاملات متراجعة إلى أقل مستوياتها في شهر بعد أن فشلت النتائج الفصلية لشركة «جنرال الكتريك» العالمية الرائدة، في إعادة الثقة للمستثمرين. وكانت أسهم المصارف من بين أكبر الخاسرين متراجعة في أعقاب خطاب الرئيس الأميركي على القطاع المالي. وخسر مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.4 في المئة ليسجل 1030.55 نقطة، بعد أن أغلق منخفضاً 1.6 في المئة في الجلسة السابقة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ 22 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكانت أسهم المصارف بين أكبر الخاسرين في أوروبا بعد أن أعلن أوباما انه يجب عدم السماح للمصارف بامتلاك صناديق تحوّط أو رعايتها أو الاستثمار فيها. وقال رئيس وحدة استراتيجية الأسهم العالمية في مصرف «يوني كريديت» الألماني غيرهارد شفارتز: «يجب أن نستوعب أن طريقة استقبال جلسة التداول الأخيرة في الولاياتالمتحدة لخطة اوباما كانت سلبية للغاية، ما دفع الى تجنب المخاطرة في الأسواق». وفي أسواق أوروبا، تراجع مؤشر «فاينانشال تايمز 100» البريطاني و «داكس» الألماني و «كاك» الفرنسي بين 0.4 في المئة و0.7 في المئة. وتسببت تصريحات الرئيس الأميركي بتدهور كبير في بورصات آسيا. ففي طوكيو، أغلق مؤشر «نيكاي» لأسهم الشركات اليابانية الكبرى على انخفاض 2.56 إلى 10590.55 نقطة، وأغلق مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً على انخفاض 1.58 في المئة، مسجلاً 940.94 نقطة. وقلّص مؤشر «هانغ سنغ» في بورصة هونغ كونغ من خسائره ففقد 0.65 في المئة فقط عند الإقفال، بعد ان خسر 2.5 في المئة خلال جلسة التداول. وفي شنغهاي، تراجع المؤشر المرّكب 0.96 في المئة. وخسرت «بورصة سيول» 2.19 في المئة و «تايبيه» 2.47 في المئة و «مانيلا» 2.01 في المئة. وفي سيدني، أنهى مؤشر «اس اند بي/ ايه اس اكس200» يومه متراجعاً 1.59 في المئة، في اكبر تراجع خلال شهرين تقريباً، وخسر مؤشر «ولينغتون» 1.08 في المئة. ويقول محللون ان المستثمرين يتوقعون ان تتوقف المصارف عن الاستثمار في الأصول التي تحتوي على اكبر قدر من الأخطار، اذا تحققت مشاريع اوباما، ما ادى إلى هروب المستثمرين من الأسهم التي تتسم بالمجازفة.