محافظة الداير ببني مالك محافظة حدودية نائية جبلية تقع شرق جازان ، وسكانها بالآلاف ، وقد عان أهلها عبر الزمن الماضي من صعوبة ووعورة تضاريسها القاسية ، واليوم في ظل هذه القيادة الحكيمة حفظ الله قادتنا وولاة امورنا وحفظ علينا أمننا، أصبحت هذه المحافظة تتمتع ببشائر الخدمات الحكومية من فتح طرق وسفلتة وفتح كثير من الدوائر الحكومية فيها ، إلا أن الجمع بين صعوبة الماضي ونظام الحاضر ، أصبح وبالاً على أهل هذه المحافظة فكثرة الجهل وقلة التعلم في الماضي وعدم الإدراك الجيد للأنظمة وعدم وجود المجالات الإعلامية التي يستطيع أو يدرك مواطن هذه المحافظة من خلالها التكيف مع النظام حتى يستطيع اليوم الاستفادة من كثير من هذه الخدمات ، فكثير من مواطني هذه المحافظة شباب يخدمون دينهم ووطنهم في شتى أرجاء هذا الوطن العامر ، ويحدوهم بناء مستقبل هذا الوطن ثم مستقبلهم فيحصلون على قطعة أرض يملكونها ملكا خاصا من ءابآئهم أو شراء بمئات الآلاف لكي يتم تأمين أسرته وأطفاله لعيشوا في كرامة وأمن وسعادة ، إلا أن هناك عقبات حالت دون ذلك الأمل بسبب عدم وجود صكوك شرعية على تلك الأرض والسبب هو الجهل وما قد بيناه سابقا في بداية المقال ، فأصبح مواطن هذه المحافظة عندما يريد البناء والتعمير تطارده البلدية بالمنع والغرامة لأنه لا يملك رخصة بناء ، وهو قد أراد ذلك إلا أنه لا يملك صك شرعي وبعد أن تتم عليه الغرامة إن لم يسلم منها ، فيعمل جاهدا لإكمال بنائه وستر اسرته بين جدرانه ، ينتظره شبح الحرمان من الكهرباء ، لأنه لا يملك رخصة بناء ، ولأنه في الأساس لا يملك صك شرعي . يطالب المواطنون بإيصال الكهرباء والعدادات إليهم ، الا أنه لا جدوى فهم لا يملكون صكوك شرعية. من المواطنين من اقتنى ماطور كهربائي لإنارة منزله وليس لطوال اليوم وإنما لأوقات محدودة يتم تشغيله وبقية اليوم بلا كهرباء وتمديدات الكهرباء تمر من امام ناظريه ، ومنهم من يأخذ من كهرباء جاره استنجادا فيعيش مع جاره على ضعف التيار فينتظر صبرا مع جاره لعل الفرج يكون قريبا ، ويقول آخر أخذت من جاري كهرباء فلم يتحمل التيار فقطع عني الكهرباء وقد سكنت بيتي وأنا الآن أبحث عن شقة للإيجار لأن بيتي أصبح بلا كهرباء . والكثير يقول اكملت بيتي ولا استطيع العيش فيه بسبب انعدام الكهرباء فيه ، وغيرهم يقول بأني توقفت عن إكمال بيتي نظراً لما أسمع وأعايش أمام ناظري بعدم إيصال التيار الكهربائي . وأحدهم خدم في القطاع العسكري سنين طويله من شبابه إلى مشيبه والتقاعد على الأبواب وبيته قريب من النهاية والهم قد أطبق عليه بسبب ما يرى ويسمع بعدم ايصال التيار الكهربائي لأنه لا يملك صك شرعي فهل يستحق بعد هذا العمر أن يعيش بلا كهرباء تحت مطية النظام على أنه لا يملك صك شرعي . معاناة عمت وطمت على كثير من الأسر ، واكتوى بها الكبير والصغير في هذه الأسر ، وقد استبشروا بالمجلس البلدي وأعضائه لعلهم يرون النور عن طريق جهد مبذول من المجلس البلدي إلا أنهم لم يسمعوا ايجابيا في هذا الشأن . هل الأمر سيتم على ما هو عليه أم أن المسؤولين سوف يستثنون هذه المحافظة من بعض الأنظمة التي لا تناسبها أسوة ببعض المناطق التي استثنت مواطنيها من الصكوك وأمرت بإيصال التيار اليهم بيسر وكذلك الوزارات التي تستثني كثيرا من الأنظمة بأنظمة خاصة تناسب المناطق النائية والحدودية . أملنا يحدونا بعد الله إلى أمير المنطقة حفظه الله للنظر في حال مواطني محافظة الداير سريعا واستثنائهم والأمر العاجل بإيصال الكهرباء لكل مواطن ، فالحزن الأليم ، والقهر السقيم ، قد طال كثيرا من أهالي المحافظة . (مُعد التقرير: حسين أحمد المالكي ) إليكم بعض صور المنازل والتي هي غيض من فيض المنازل التي لم يوصَّل اليها عدادات كهرباء إلى وقت التقاط الصور: ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)