شهد أكثر من مليوني مصل أمس ختم القرآن الكريم بالحرم الشريف وسط أجواء إيمانية وأكف مرفوعة للخالق المنان بقبول الصيام والقيام والعتق من النيران، وسط استنفار أمني كبير من كل الجهات الأمنية والجهات الحكومية الأخرى المعنية بخدمة المعتمرين والزوار. واكتظت جنبات وأروقة المسجد الحرام بالمصلين الذين حرصوا على حضور ختم القرآن الكريم. وشهدت الساحات الشرقية والشمالية أكبر كثافة في تاريخها إذ امتدت صفوف المصلين إلى قمة الجبل المقابل لمكتبة مكةالمكرمة وإلى نهاية جسر الحجون وتحول طريق المسجد الحرام والجزيرة الوسطية التي أزيلت العقارات التي كانت بها إلى مصلى وتراصت صفوف المصلين في بعض الأجزاء المكشوفة من مشروع توسعة الساحات الشمالية إلى ما بعد مقر البريد السعودي. من الناحية الجنوبية امتدت الصفوف إلى مدخل أنفاق المسخوطة وإلى نهاية فندق فلسطين من ناحية شارع إبراهيم الخليل ومن ناحية المسيال امتدت الصفوف إلى ما بعد المنشية الخاصة ببيع اللحوم وشهدت توسعة الملك عبدالله إقبالا كبيرا من المصلين واستوعبت أعدادا كبيرة، فيما تحولت الطرق المؤدية إلى الحرم الشريف إلى مصليات في ظل الكثافة البشرية الكبيرة. واستنفرت الجهات الأمنية المعنية بتنظيم حركة الحشود البشرية جهودها وطاقاتها وتمركزت في كل الممرات والطرقات لتنظيم الحركة ومنع الصلاة في الممرات والطرقات ومنع الدخول إلى صحن الطواف وتوجيه المصلين إلى الساحات والشوارع والطرقات القريبة المربوطة بالحرم الشريف في ظل امتداد الصفوف. وأكد قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد قرار المحمدي، أن الساحات الجنوبية للحرم الشريف شهدت أكبر كثافة من بدء الشهر الكريم وانتشر رجال الطوارئ منذ عصر أمس لضمان منع الصلاة في الممرات التي تم إيجادها بين الممرات مبينا أنه تم توجيه المصلين إلى الصلاة في الطرق المؤدية إلى الحرم الشريف بعد أن امتلأت الساحات بالمصلين، ورغم الأعداد الكبيرة لم تسجل أي حوادث تدافع. وبين مدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل، أن الحركة المرورية سجلت نجاحات رغم الأعداد الكبيرة من المصلين ولعبت حافلات النقل الجماعي دورا في إيصال المصلين إلى الحرم الشريف ثم أعادتهم إلى مركباتهم. وأوضحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن كافة أبواب المسجد الحرام وعددها 176 باباً تم فتحها جميعاً، وأسند العمل في تلك الأبواب إلى 798 موظفًا وموظفة، كما خصص 18 مدخلاً لذوي الاحتياجات الخاصة، ومنع دخول الحقائب بأنواعها وكل ما يؤثر على حركة السير داخل المسجد الحرام. ودعا إمام الحرم الشريف الشيخ عبدالرحمن السديس دعاء جامعا سأل الله فيه إصلاح أحوال الأمة وشبابها وفتياتها. من جانبه أكد مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي، نجاح خطط تفويج المصلين من موقف الساحات الشرقية إلى حافلات النقل الجماعي طوال شهر رمضان المبارك بما في ذلك ليلة ختم القرآن الكريم. وأوضح اللواء الحمزي ل"الوطن" أن الجهات الأمنية سوف تستمر في خطط التفويج حتى الانتهاء من صلاة عيد الفطر المبارك وسيتم بعد الموسم تقييم خطط التفويج ومراجعتها مراجعة شاملة.