الأمة الإسلامية تعيش حالة فتنة وتفرق تسيل بسببها دماء أبنائها في رمضان. الحل الأمثل في التضامن والاعتدال والوقوف أمام من يحاول المساس بديننا. أستحلفكم بالله أن نكون على قدر المسؤولية وجديرين بحملها.. وأن ننصر الحق. افتتح خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية، في مكةالمكرمة أمس، بالدعوة إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره العاصمة السعودية الرياض. وإلى نص كلمة خادم الحرمين الشريفين التي افتتح بها القمة: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من جوار بيت الله، وأرض الرسالة الإسلامية الخالدة، يُسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية سائلاً الله – جلَّ جلاله – في هذه الليالي المباركة أن يُوفقنا على فهم أمور أمتنا الإسلامية، وأسباب ما حصل لها من ضعف وتفرق، الأمر الذي انعكس على تماسكها ووحدتها. أيها الإخوة الكرام، إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة من الفتنة والتفرق، والتي بسببها تسيل دماء أبنائها في هذا الشهر الكريم في أرجاء كثيرة من عالمنا الإسلامي، متناسين قول الحق تعالى (الفتنة أشد من القتل). أيها الإخوة الكرام، إن الحل الأمثل لكل ما ذكرت لا يكون إلا بالتضامن، والتسامح، والاعتدال، والوقوف صفاً واحداً أمام كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا، وبهذا يمكن لنا – إن شاء الله – أن نحفظ لأمتنا الإسلامية، تاريخها وكرامتها وعزتها، في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء، فإن أقمنا العدل هزمنا الظلم، وإن انتصرنا للوسطية قهرنا الغلو، وإن نبذنا التفرق حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا إن شاء الله . أيها الإخوة الكرام، أستحلفكم بالله – جل جلاله – أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نكون جديرين بحملها، وأن ننصر الحق، مستدركين قول الحق تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، ومن هذا المنطلق أقترح عليكم تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول إلى كلمة سواء، يكون مقره مدينة الرياض، ويُعيَّن أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامي، وباقتراح من الأمانة العامة والمجلس الوزاري، هذا وأسأل الله تعالى أن يثبتنا على ديننا، وأن يحفظ لهذه الأمة وحدتها ومجدها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".