مضى علينا عام كامل وهاهو يودعنا,وكأننا بلأمس القريب قد أستقبلناه فيجب علينا أن نظر بعين الإتعاظ والإعتبار , لما جرى لنا في هذا العام المنصرم. ليتخيل كل إنسان أن يجلس وحيداويتذكر ماذا فعل في عامه المنصرم من خير فعله ثم يتذكر ماذا فعل في عامه المنصرم من ذنب فعله , ثم يحاسب نفسه قبل أن يحاسب. أخي القاريء: أنك في هذا العام الذي هو يودعنا ولن يبغى لنامنه إلا العمل الصالح ,هل تعلم أنك صليت فيه أكثر من الف وثمانمائه فرض, فكم فرض صليت في المسجد جماعة!وكم فرض خشعت فيه! وغيرها كم وكم مر عليك من فعل خير وتركته. ولكني أريدمنك أخي القاريء,أن تنظر للحياة نظرة تفاؤل وأمل ,وأن تبداء عهدا جديدا وامسح ماضيك المؤلم ,أبداء وكأنك ولت اليوم, أرفع شعارك مافات مات والأهم ماهو آت ,وابدأ أخي بداية جديدة في صفحة عمرية جديدة . فكم ودعنا في هذا العام إخواننا لنا وأقارب لنا , كم ودعنامن عالم وإمام وسرى بهم البلى ونحن في الطريق سائرون ,على الدرب ماضون , وعلى ماقدموا إليه قادمون , فلا ندري قد نكون من أموات هذا العام. لانريد أن نطيل لأن مافات قد أنطوي,وأن لا رجعة للوراء ,ولن ترجع حتى تلقى ربك, وترى ماأودعته فيما أنطوي عنك ,ومازالت الفرصة مواتية , فهل تدرك نفسك قبل فوات الأوان....