منذ أيام قليلة رحل عام 1432ه رحل هذا العام وقد ترك لنا أحداثاً جسيمة ومؤلمة، ومفرحة ودامعة وموجعة. لقد رحل وترك لنا أحداثاً وانجازات وطموحات وأمنيات تحقق بعضها والبعض الاخر لم يتحقق بعد كم خسرنا من عزيز فارقنا ، وحبيب ودعنا ، وحلم عائق لم يتحقق بعد ..كم بقيت من جروح لازالت تنزف ، وعيون لازالت تدمع، وقلوب لا زالت تتألم. أحبتي الأعزاء: عام 1432ه رحل مثل كل الأعوام التي رحلت وستنطوي صفحته بكل أحداثها الحزينة والمؤلمة ..رحل وترك وراءه ذكريات مفرحة وأخرى مؤلمة..فعسى أن يكون عامنا الهجري الجديد 1433ه عام سعادة وفرح وبهجة وتتحقق فيه الأماني والانتصارات وتتآلف القلوب وتتوقف الحروب والمنازعات وترتسم البسمة على الشفاه ويعود الأمن والأمان على الشعوب العربية والإسلامية بدلاً من التناحر والخلافات والأنانية والبحث عن السلطة حتى ولو كانت على حساب الشيوخ والأطفال والأرامل والمساكين والضعفاء ومقدرات الشعوب. أيها الأحبة: ها هي أيام من أيام الباري عز وجل خلت وانقضت وساعات ودقائق تصرمت وانتهت فهل ياترى عمرناها بالطاعات وتحصيل الحسنات ؟! أم لطخناها بالمعاصى واقتراف السيئات؟!. إن ما مضى لن يعود وما فات لن يرجع ولو بذلنا في ذلك الغالى والنفيس فعلينا جميعاً أن نغتنم حياتنا من الآن قبل فوات الأوان فكلنا لا يدري متى يموت ؟! وأين يموت؟! وكيف يموت؟!. أين من عشنا معهم في العام الماضي ؟! وأين من كنا نجالسهم ونحاكيهم؟!وأين من طغى وتجبر؟! وأين ؟! وأين ؟!. أسئلة عديدة نطرحها هنا ولا جواب لها سوى غادر هذه الدنيا الفانية إلى الدار الباقية هناك من ترك وراءه سمعة طيبة وأعمالاً وأفعالاً تذكر فتشكر فندعو له بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران والفوز بالفردوس الأعلى وآخرون نردد حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل وإلى جنهم وبئس القرار..وهنا نرى الفرق بين هذا وذاك فهل نعتبر ياترى ؟!. الأعزاء: نرى ان كافة دول العالم تقوم بتجهيز ملفاتها وخططها وميزانياتها للعام الجديد حتى تصحح ما قد حدث من خطأ وقعت فيه وتعمل للإصلاح فما بال الكثير منا تمر به سنوات عمره سنة بعد أخرى دون أن يفكر أو يراجع نفسه وحساباته ، فلو فكر فإن همه يقتصر على ما كسب وما خسر من حطام الدنيا الفانية والزائلة ..ونسي ان الحساب الحقيقي هو ما قدمه في دنياه من أعمال صالحة وأخرى سيئة مع ان الحساب الحقيقي هنا ما سينتهي به إلى جنة عرضها السموات والأرض أو جنهم وبئس المصير وهكذا تمضي السنون دون وقفة صادقة مع النفس الأمارة بالسوء. كم نتمنى أن يأتي العام الجديد هذا ونحن في أسعد حال وقلوبنا متحدة وآمالنا واحدة وتطلعاتنا واحدة ونتألم معاً ونفرح معاً ونشعر بالاخرين ونحس فيهم ..وعلينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب فحياتنا محدودة وأيامنا محدودة ..عام مضى وكأنه شهر وطوى معه كل شيء طوى أجساد أحباب كان لنا معهم ذكريات جميلة وعطرة..واستقبلت الشمس صرخات لمواليد جدد وهذه هي حال الدنيا!. أسأل الله العلي القدير أن يجعل عامنا الهجري الجديد عام سعادة وخير وفلاح وأن يديم على المسلمين في شتى مشارق الأرض ومغاربها نعمة الاسلام وأن يوحد الجميع على كلمة الحق والدين وأن يديعم على بلادنا وقيادتنا الرشيدة الأمن والأمان والصحة والعافية وأن يوفقهم لما يحبه ربنا ويرضاه، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين إنه سميع مجيب الدعوات. همسة: قال الشاعر: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمولُ