الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى أما بعد : من واقع تجربتي في مجال التربية والتعليم خلال 25 عاما أمضيتها في التعليم مديرا كنت أو معلما . اخترت هذا العنوان وهو ( البناء والهدم ) الذي يندرج تحت سياقه موضوع يخص الصف الأول الابتدائي نعلم أنه مع بداية كل عام دراسي ينخرط في التعليم أبناء مستجدون في الصف الأول الابتدائي بنين أو بنات ومع القفزة التعليمية والخطط التربوية الحديثة خصص أول أسبوع لاستقبال الطلاب فيما يسمى بالأسبوع التمهيدي الذي تكرس كل مدرسة جهودها لتهيئة الجو المناسب لهم لإزالة الرهبة الطبيعية التي تصادفهم نتيجة التغير الجديد في حياتهم من البيت وأحضان الآباء والأمهات إلى المدرسة منطلقهم الجديد للانطلاق إلى الحياة وما أن يأخذ هؤلاء الأطفال أنفاسهم ويبدءوا التأقلم مع أجواء المدرسة ، حتى يفاجئون بأقتحام الحملات الصحية مدارسهم لتطعيمهم ضد بعض الأمراض ونحن نعرف أن مثل هذه الحقن وآلامها تخيف حتى كبار السن فما بالك بالأطفال الذين سرعان ما يعاودهم الخوف والرهبة من المدرسة اعتقادهم بأن مثل هذه الحملات مشكلة منبعها المدرسة . ثم يعاودون البكاء وتشتت أفكارهم ويحاول البعض بالتخلص من هذه المشكلة بالهروب من المدرسة ، وبمعنى أوضح ينسون ذلك الدلال والتعامل الطيب من منسوبي المدارس ليحل محله الخوف الشديد من هذه الحملات ، أرجو أن إلا يفهمني أحد بأنني ضد هذه الحملات بالعكس هذا الإجراء الطبي هو أمر لابد منه ولكن حبذ لو أن هذه الإجراءات تتخذ في المراكز الصحية والوحدات الصحية عند تسجيل الطالب ليأتي إلى المدرسة وهو مُطعم بدل حشر الطلاب داخل المدرسة في منظر مخيف وضجيج من البكاء ، وفي الختام ما ذكرته هي وجهة نظري قد أخطأ وقد أصيب . تقبلوا تحياتي أخوكم المعلم / سالم فرح المالكي محافظة الداير بني مالك جازان