خطوة نحو الأمام يدفعها الأمل بالوصول إلى بوابات النجاح وقطرة عرق شريفة تصب من الجبين من أجل لقمة العيش الحلال ونظرة ثاقبة يشع منها فجر جديد وإبتسامة صادقة من أجل الحياة ..وقفة تأمل في وجوه الأيام وثغور اليالي .. نبني . حياتنا بعباءتنا ونعطر أنفاسنا بأستقامتنا نتفاءل بالخير في كل أمورنا وندعو الله باللطف بأحوالنا نتبادل التهاني بمناسبة العام الهجري الجديد ولا ندري هل سنكمل طريقنا حتى نهايته أم أن التهاني التي بعثناها ستبعث لأهلنا في أي لحظة " أحسن الله عزائكم " فما أسعدها من نفوس شريفة نزعت من بساتين مشاعرها جذور الشر وغرست في رياض قلوبها أشجار الخير ثمارها الحب والتواضع وظلالها نور الإيمان يشع في وجه ذلك الإنسان الذي لا يزال لسانه رطباً بذكر الرحمن يسقي غرسه بصلاته لينمو ويقترب من ربه ويرعى رياضة بصدقة تطفئ غضب الرب أو بصلة رحم تنسأ له في عمله وتبسط رزقه وتبارك فيه .. وما أتعسها من نفوس شقية ضنت أنها خلقت لتعيش ضيعت دينها وفضاعت دنياها وضرت آخرتها أكلت الحرام حلفت بالكذب عملت بالخيانة تعاملت بالربا أعلنت حربها فآذنها الله بحرب منه .. يا الله كم نحن مساكين حين نتحاسد بل كم نحن ضعفاء حين نتسابق على هذه الحياة ومفازاتها لا نريد أن يقاسمنا أحد لذتها وسرورها وكأننا خلقنا وهذه الحياة لبعضنا " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " نركض خلف المغريات الهدامة تجذبنا الأضواء الهافته ..ننظر لذلك العبد الفقير المحتاج الذي لو أقسم على الله لأبره بإنه ناقص ونحن في هذه الحياة أعلى منه بدرجات لا يمكن له أن يصل إلى ما نحن فيه متجاهلين قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا " ..ننظر لذلك العامل الذي كان هذا قدره على إنه من عالم غير عالمنا الذي نحن منه نستحقره بل نستعلي عليه بخيلائنا وأحياناً بجبروتنا .. أمرنا غريب .. حالنا عجيب لا نريد أن نترك أحداً في حاله حين نتهم فلاناً من الناس بأنه من حاله في باله لا يؤذي أحداً ولا يتكلم في أحد بأنه انطوائي أو إنه غريب الأطوار وربما نتهمه أحياناً بالمريض النفسي .. بينما نتذمر من ذلك الإنسان الذي يختلق المشاكل ويبحث عن اسباب الإزعاج ويحاول أن يدمر العلاقات ويقطع حبال الوصل وينسف جسور المحبة ويقتل فينا معاني الإنسانية .. سيلاً من الانتقادات وهجمات شرسة من التذمرات نوجهها أحياناً لذلك الذي يعمل بأمانة ونحكم عليه بالتشدد وأحياناً نلبسه ثياب الجبن والخوف لماذا لأنه أدى واجبه بمعنى الأمانة ولغة الضمير الحي الذي مات في داخل الكثير منا حين نضرب بالنظام عرض الحائط ونقدم مصالحنا وذوي القربى على حساب الآخرين .. وتستمر عجلة الحياة ويولد عام ويشيخ ويصيبه الهرم حتى يموت ليولد آخر وهكذا هي الايام نداولها بين الناس .." فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ظل فإنما يظل عليها " .. حقاً كم نحن مساكين حين نظل نتصيد الأخطاء ونحن قد جمعناها داخلنا وأحيينا بها روح الغرور توشحنا بالأنانية وغطينا بها جمال الحياة وبهجتها وتسلحنا بالجهل وقتلنا به روح الحياة .. أجل ماذا نريد من الحياة ما دام فيها ساحات من الخير والشر وإنهار من الفرح والسرور وجبال من الهم والحزن الحياة مدرسة عظيمة فيها فصول من التجارب وميادين من العمل " فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره " . ختاماً نمضي كما الأعمار وننتهي حين تحل الأقدار حينها لا تنفع الأعذار وكثيرون هم من يشترى لهم قطعة من القماش الأبيض يلفون بها ويودعون حياة القبور فأما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.. والله المستعان . ( اعطر الحروف ) يقول الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله . ( حتى ولو لم نتعارف فيجب أن تجمعنا الفضيلة ) الكاتب/ جابر بن حسين السلمي المالكي