ونحن نستقبل العام الهجري الجديد 1433ه جعله الله عام خير وبركة علىالجميع، حرياً بنا جميعاً محاسبة النفس والعمل على تدارك الأخطاء والذنوب والمعاصى والظلم وجميع الموبقات التي قد يستصغرها الكثير من الناس والعياذ بالله أما جهلاً أو تجاهلاً وتناسياً لكبر جبلت عليه بعض النفوس المريضة ولأن البشر كلهم خطاؤن وخير الخطائين التوابون. لذا يجب أن نحاسب النفس قبل أن تحاسب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم. فكم من مداهن لمسؤول ويظن ان بهذه المداهنة ونقل غير الحقيقة عن الاخرين مما يؤلب قلب هذا المسؤول أو ذاك ، فتقلب الموازين وتتشابك المظالم بين ناقل الفتنة وبين المنقولة له. ونحن نشاهد في الكثير من المجالس العامة والخاصة من يتدثرون البشوت ويزاحمون الناس ويتصدرون المجالس وعندما يتحدثون يقول المدرك الواعي ليتهم سكتوا ، وكم من أسر وعوائل تفككت وتناثرت اشلاء علاقاتهم الأسرية بسبب الفلوس والحسد وهوى النفس الامارة بالسوء ، وكم من صديق ليس له من اسمه نصيب فالصداقة الحقة عملة نادرة هذه الأيام مع الأسف الشديد وكم عادى الجاهلون من يقدم لهم النصيحة نزولاً عند التوجيه الاسلامي الحنيف (الدين النصيحة) ولكن حظ الناصحين قلب الجبه من المنصوح وكم من كلمة حق يراد بها باطل تنخر في العلاقات الراشدة بين شرائح المجتمع المختلفة. وكم من ظلم وقع على ضعاف الناس من السائقين والعاملات المنزليات وعمال النظافة وغيرهم اما استعلاء بمركز مالي أو اجتماعي أو حتى وظيفي ونسي أو تناسى هؤلاء أن الحق سبحانه وتعالى يقتص لكل ذي مظلمة يوم العرض الأكبر. وكم من يتقاعس عن خدمة مجتمعه بالقدر الذي يستطيع معه تقديم خدماته بأي شكل من الاشكال التي يستطيع من خلالها العون والمساندة والتعاون على البر والتقوى سواءً في محيط الأسرة والشارع والحي والمدينة التي يقطنها وحتى على مستوى الوطن وهنا تتجلى روح المسؤولية الحقة (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). لذلك ولغيره يجب علينا جميعاً محاسبة النفس خصوصاً وان ورقة من شجرة العمر سقطت بانتهاء العالم الماضي بما فيها من حسنات وسيئات والحسنات تنمو وتزداد من المنعم سحبانه وتعالى ، اما السيئات التي قد يستصغرها البعض قد تهوي بالانسان في النار وجحيمها سبعين خريفاً والعياذ بالله. حتى ولو كلمة قيلت لجهل او استعلاء أو فتونه افتائيه أو تجرؤ على خالق الأكوان جل وعلا سبحانه وأجزم بأن لا أحد يعلم ما يدور في أذهان الناس من خير أو شر سوى عالم السر وأخفى سبحانه وتعالى ، ولكن الإنسان نفسه قد يعلم ما يدور في عقله وفكره وثنايا قلبه ان الهم الصواب من مسبب الأسباب وخالق البشر من تراب جل في علاه ، فيحاول تدارك الأمر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. قال تعالى : (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس. كما قال تعالى :(يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) الزلزلة . وقال تعالى : ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير) العاديات. اسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا جميعاً الصواب والتوبة والأوبه وأن يصلح الأحوال لجميع أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأسأله تعالى أن يكون العام الهجري الجديد فأل خير وصلاح وفلاح ومحبة صادقة في الله وأن يجنب الأمة الاسلامية الفتن ما ظهر منها وما بطن وأجدها مناسبة طيبة بمناسبة حلول العام الهجري الجديد أن أتقدم بالتهنئة القلبية الخالصة لوالد الجميع ورب الأسرة السعودية خادم الحرمين الشريفين المليك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وإلى ساعده الأيمن ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الشهم نايف بن عبدالعزيز وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب العربي السعودي النبيل والأمتين العربية والاسلامية. وكل عام هجري جديد وأنتم جميعاً بخير. من محاولاتي الشعرية: وما كنت بالمصدق فيك قولاً حتى رمتني سهامك بالخفائي أواه ياصاحبي هل من صديق ؟ يجاهر بالمحبة ويخفي العدائي لاتحسبن عين الله عنك غافلة لكنه يمهل من الظهيرة إلى العشائي هذه الدنيا عجائب تترى ولكن السعيد من اتعظ قبل الدائي الصبر يفتح مغاليق الظلم والتقوى بحق هي الدوائي