ديربي الغربية.. حسن الشهري : (البطولة) الأهلي و الإتحاد أو الإتحاد و الأهلي اسمان كبيران في المنظومه الرياضيه السعوديه و الإثنان مع النصر و الهلال يشكلان الأقطاب الأربعه الكبرى في رياضتنا السعودية أو ما يُسمى ب ( الأربعه الكبار). و لأن الحديث هنا فقط عن قطبي جده..العميد و الراقي.. فإننا سنتجه هذه المره إلى حيث تتجه كل انظار الرياضيين بمختلف ميولهم ..للساحل الغربي في عروس البحر الأحمر مدينة جده حيث يلتقي الفريقان في الدربي الكبير على ملعب الأمير عبدالله الفيصل – رحمه الله . ديربي جده المثير بكل ما فيه من تاريخ و تنافس و تحدي بين الناديين سيتجدد مره أخرى في لقاء الغد ضمن مباريات الجوله الثامنه عشرة لدوري زين السعودي . الفريقان قبل اللقاء المنتظر لديهما الكثير و الكثير من التفاصيل التي سنسلط عليها الضوء من خلال هذا التقرير . البدايه مع الطاقم التحكيمي للديربي المنتظر تقرر تكليف طاقم تحكيم بولندي لإدارة اللقاء بقيادة حكم الساحه هيوبيرت سيجوي و بمساعدة كلا من مارسين بيوتر بوركوسوكي و رادوسلاف بيوتر سيجك فيما تم اسناد مهمة الحكم الرابع للحكم السعودي مشاري المشاري. اخفاق مشترك و سخط جماهيري كبير تعيش جماهير الناديين حاله متشابهه من الإحباط و التأثر بعد خروج الفريقين المر من كأس ولي العهد. فالأهلي و الذي قدم مباراه ماراثونيه في ربع نهائي المسابقه أمام الهلال خسر بضربات الترجيح بعد أن كان الطرف الأقرب لحسمها بإضاعة لاعبيه ثلاث ضربات ترجيحيه متتاليه أعطت الأفضليه و استحقاق التأهل للهلال و كأن لسان حال الجماهير الأهلاويه يقول بعد هذا الإقصاء (إلى متى هذا الإخفاق المتكرر يا أهلي) . في المقابل خرج الإتحاد على يد غريمه الإتفاق و الذي تألق و ألحق بالعميد الخساره الأولى هذا الموسم بثلاثية قاسية تركت العديد من علامات الإستفهام لدى محبي الإتحاد حول المستوى الهزيل الذي ظهر به الفريق في تلك المباراه و حول قدرة اللاعبين الحاليين على العطاء و مدى حاجة الفريق لضخ دماء جديده شابه. ظاهرة الإستقالات تجتاح الفريقين لم يكن الإخفاق الغير منتظر من الفريقين في التأهل لنصف نهائي كأس ولي العهد إلا بداية لمرحلة عدم الإستقرار التي طغت على أجواء معسكر الفريقين توالت فيها الإستقالات في الجانبين . ففي الجانب الإتحادي أعلن الأستاذ محمد الباز تحمله مسؤولية خسارة الفريق و خروجه بالكامل مفضلاً تقديم استقالته كمشرف عام على إدارة الكره في الإتحاد و لكن هذه الإستقاله لم تكن الوحيده في الجانب الإتحادي بل قدم مدير عام إدارة الكره الأستاذ حمد الصنيع إستقالته أيضاً مما دعى الإداره الإتحاديه إلى تكليف نائب الرئيس الأستاذ محمد اليامي بالإشراف على الفريق و اختيار جهازه المساعد. هذه الاستقالات في الجانب الإداري يراها بعض المحبين الإتحاديين بأنها تصب في صالح الفريق رغم توقيتها الغير مناسب. في الأهلي لم تصب رياح التغيير الجانب الإداري بل إن التغيير أساساً لم يكن أحد الخيارات على الطاوله الأهلاويه في الفتره الحاليه و لكن مدرب الفريق الصربي ميلوفان رايفتش كان له رأي آخر بقراره المفاجئ لجميع الأهلاويين بالإستقاله و الرحيل لأسباب وصفها بأنها أسريه و خاصه به. الإداره الأهلاويه و أمام هذا القرار المفاجئ قررت اسناد المهمة الفنيه لمساعد المدرب الصربي أليكس في مباراتي الإتحاد و الهلال المقبلتين نظراً لضيق الوقت. في المعسكرين ..إيقافين و إصابه وحيده..و غربله لن يتمكن المدافعان أسامه المولد و جفين البيشي من المشاركه في اللقاء القادم بسبب حصول كل منهما على ثلاث بطاقات صفراء و بالتالي عقوبة الإيقاف لمباراة واحده. أيضاً هناك غياب محتمل للنجم العماني عماد الحوسني لعدم إكتمال جاهزيته فيما يغيب صاحب العبدالله لوفاة جدته- رحمها الله. في المقابل لا توجد إصابات في صفوف الإتحاد و لكن توني اوليفيرا آثر إبعاد مشعل السعيد و راشد الرهيب عن التشكيل الأساسي و الإستعانه بالصقري و العائد من الإيقاف باولو جورج بدلاً عنهما. التشكيلة الأهلاويه ستشهد عودة الجيزاوي مره أخرى فيما ينتظر عودة مبروك زايد لحماية العرين الإتحادي من جديد و أيضا حمد المنتشري بعد تعافيهما من الإصابه. التصور العام لتشكيلة الفريقين الإتحاد حراسة المرمى .. مبروك زايد الدفاع..صالح الصقري- حمد المنتشري- رضا تكر- باولو جورج الوسط.. نونو اسيس – مناف أبو شقير- سعود كريري – محمد نور الهجوم.. نايف هزازي – عبدالملك زيايه الأهلي حراسة المرمى..ياسر المسيليم الدفاع..كامل الموسى- نيكولا – محمد مسعد – كامل المر الوسط..عبدالرحيم الجيزاوي- معتز الموسى – تيسير الجاسم – مارسينهو الهجوم.. مالك معاذ- فيكتور سيموس نقاط القوه و الضعف لدى العميد يقدم الإتحاد في المباريات الأخيره مستويات و نتائج لا تليق بفريق كبير كالعميد يطمح عشاقه بتحقيق البطولات و المنافسه المستمره عليها. احصاءات و أرقام الفريق الإتحادي في الأشهر الأخيره تدل على تدني المستوى الفني للفريق كمجموعه و أيضاً كأفراد. فالإتحاد في الاثني عشر مباراه الأخيره فاز في مباراتين فقط و خسر مباراه و تعادل في تسع مباريات و هذا بحد ذاته مؤشر صريح بأن الفريق حالياً يواجهه صعوبات كبيره في الظفر بنتائج مبارياته حتى و هو يسجل و يتقدم على خصومه في بعض المباريات إلى أنه يعجز عن الحفاظ على النتيجه. فنياً يعاني الإتحاد من مشاكل كبيره في الخط الخلفي لم يستطع البرتغاليين السابق مانويل جوزيه و الحالي توني اوليفيرا إيجاد الحلول لها. فرضا تكر لم يعد بنفس القوه و السرعه لعامل السن و حمد المنتشري و اسامه المولد يعانيان من انخفاض كبير في ادائهما بسبب الإصابات المتكرره و صالح الصقري لا يكاد يحضر في التشكيله حتى يغيب مرة أخرى. وجود هذه الأسماء الأساسيه في الفريق لفترات طويله بدون أي تخطيط مسبق للتجديد و الإحلال اوصلت الفريق لما يسمى بالإجتهاد الدفاعي الذي تكثر فيه الهفوات و تكرر فيه الأخطاء. أقرب الأمثله على ذلك ما شاهدناه في المباراه الأخيره أمام الإتفاق و كيف ولج الهدف الإتفاقي الثاني بسبب الأتكاليه ما بين رضا تكر و مشعل السعيد. فيما كان الهدفين الآخرين نتيجة سوء التغطية و ضعف الرقابه داخل منطقة الجزاء الإتحاديه. إيقاف أسامه المولد سيؤثر بالتأكيد على قوة هذا الخط و أيضا اعتماد توني اوليفرا على محور ارتكاز وحيد و هو سعود كريري لا يساعد على تأمين الجانب الإتحادي و لذلك يبقى الإتحاد معرض دائماً لإستقبال الأهداف في مرماه . قد تكون الفعاليه الهجوميه في الإتحاد هي ما يعول عليه توني اوليفيرا كسلاح يمكنه من خطف الثلاث نقاط. فالثنائي نايف هزازي و عبدالملك زيايه ثنائي مميز جداً و بإمكانه التسديد و التسجيل من مختلف المسافات و مختلف الزوايا بالإضافه إلى تفوقهما في الألعاب الهوائيه. هجوم الإتحاد يحدد فعاليته بشكل كبير تألق الكابتن محمد نور و الذي بإمكانه ترجيح كفة فريقه متى ما كان في فورمته المعهوده و العكس ثبت صحته أيضا عندما لا يقدم محمد نور مستواه المعروف يصبح عبء على الفريق. الإتحاد مع توني أوليفيرا يعتمد بشكل كبير على الهجوم من الأطراف و بالتحديد الطرف الأيمن بوجود نور و باولو جورج مع استغلال التوغل الدائم لمناف و نونو اسيس لزيادة الكثافه العدديه الإتحاديه و محاولة الضغط على الخصم في ملعبه. في الراقي أيضا نقاط قوه و ضعف في الأهلي المخاوف دائما مصدرها الثغره الأزليه في العمق الدفاعي و هي نفس الثغره التي من خلال سجل الهلال هدفيه في المباراه الأخيره. الأهلي بعد سياسة التجديد في هذا الخط و في مركز قلب الدفاع بالتحديد بإبعاد وليد عبدربه و محمد عيد و علي الصقور يعاني من إيجاد توليفه دفاعيه تتصف بالقوه و الإنسجام و ترتكب أقل نسبة من الأخطاء أمام المرمى. خطوة التعاقد مع الصربي نيكولا لم يأتي بالحل المتوقع لعدم توفر مواصفات المدافع المتمكن في قلب الدفاع الآخر و الذي يلعب بجانبه. فكامل الموسى و محمد مسعد هما في الأصل ظهيرين أيسر و أيمن و تجربتهما في هذا المركز أتى من باب (مكرهاً أخاك لا بطل ) أما جفين البيشي فيعاني من انخفاض حاد في مستواه جعله عرضه للإنتقادات المستمره من جماهير الأهلي بينما لا تُعطى الفرصه لمحمود معاذ للمشاركه كثيراً. إذاً لدى الأهلي نفس العيوب الدفاعيه التي ذكرناها في الجانب الإتحادي و إن كان الأهلي لا يمتلك محور ارتكاز بإمكانات سعود كريري يساهم في تغطية هذه العيوب . فمعتز الموسى لا يقدم حالياً ما يشفع له بتمثيل الفريق بشكل أساسي لذلك سيعمد إليكس إلى الإيعاز لتيسير الجاسم باللعب كوسط متأخر ثانٍ يؤدي أدوار دفاعيه بجانب الدور الهجومي المعروف عنه. في الجانب الهجومي الأهلاوي ستشكل عودة عبدالرحيم الجيزاوي المحتمله إضافه مهمه للوسط الأهلاوي المتقدم لمهاراته العاليه و سرعته بالكره. الهجوم الأهلاوي سيفتقد للعماني الخطير عماد الحوسني و لكن عودة مالك معاذ للتسجيل من جديد تريح الأهلاويين نوعاً ما و لذلك ستكون مشاركته أساسياً بجانب هداف الفريق و أفضل مهاجم في الدوري السعودي حالياً فيكتور سيموس وراده بشكل كبير. الأهلي كالإتحاد لديه الفعاليه الهجوميه العاليه و القدره على الوصول لمرمى الخصوم و التسجيل و لكن الفريق في الغالب لا يخرج بشباك نظيفه و هذا أحد أسباب خسارة الفريق لنقاط مهمه و تراجعه في الترتيب العام للدوري. ختاماً ..الفريقان يتفقان على اللعب بخطة 4-4-2 . و هذا مؤشرا لوجود نوايا للهجوم و التسجيل لدى الطرفين و لأن نتيجة التعادل لا ترضى أياً منهما نتوقعها مباراة مفتوحه و حافله بالأهداف و المتعه و هذا كل ما نتمناه نحن في البطوله للقراء الأفاضل. حسن الشهري