وسط ظروف متشابهة يتجدد الصراع التاريخي بين فريقي الاتحاد والأهلي لكرة القدم على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة ضمن إطار دوري زين السعودي للمحترفين في لقاء مصالحة الجماهير بعد الإخفاق في مواصلة مشوار مسابقة كأس ولي العهد، وسقوط الأول أمام الاتفاق وخروج الثاني بعد موقعة الهلال. وتحمل الموقعة أهمية قصوى للفريقين خاصة الاتحاد الذي يسعى لإنعاش حظوظه في المنافسة على لقب دوري زين السعودي رغم ابتعاد الهلال في الصدارة، ويتطلع الفريق الاتحادي إلى تقليص مسافة الفارق النقطي إلى خمس نقاط. ولا تقل المواجهة أهمية بالنسبة للأهلي الذي يبحث عن تحسين مركزه في سلم ترتيب دوري زين رغم تذبذب مستوياته في الآونة الأخيرة . ولعل القاسم المشترك بين الاتحاد والأهلي في موقعة الليلة هو الظروف المتشابهة، حيث عصفت رياح الاستقالات على الناديين بعد توقف نبضهما في مسابقة كأس ولي العهد وتوزع تأثير العاصفة على الجانبين الإداري والفني في الطرفين، حيث غادر جهاز الإدارة لكرة القدم أروقة النادي في ظل رحيل محمد الباز المشرف السابق على كرة القدم وحمد الصنيع مدير إدارة الكرة قبل الإعلان عن إسناد مهمة الإشراف إلى محمد اليامي. وفي الجانب الآخر أحدث الصربي ميلوفان رايفيتش مدرب فريق الأهلي السابق شرخا قويا في الفريق الأهلاوي بعد إعلانه التنحي عن إدارة الفريق فنيا لظروف عائلية ليقفز مساعده أليكس ويتصدى لمهمة قيادة التدريبات في محاولة عاجلة للسيطرة على الأوضاع الفنية قبل انفلات زمام الأمور. ويدخل الاتحاد مواجهة الليلة وفي جعبته 33 نقطة وخسارته تعني تضاؤل فرصته في المنافسة على تحقيق لقب دوري زين ضعف حظوظه في البقاء ضمن دائرة الترشيح بينما يمثل له الفوز دافعا جيدا لمواصلة الركض خلف الصدارة البعيدة والحفاظ على الآمال. وكان مدرب الفريق الاتحادي البرتغالي توني أوليفيرا قد عمل طوال الفترة الماضية على ترتيب الأوراق الفنية ومحاولة الوصول إلى التشكيل الأنسب الذي سيخوض به الموقعة، حيث أنهى التحضيرات وسط سرية تامة طوال التدريبات الأخيرة، وإن كانت الموشرات تؤكد عودته للعب بطريقة 4 - 4 - 2 وإعادة مبروك زايد لحراسة المرمى إلى جانب تواجد حمد المنتشري في الدفاع وإبراهيم هزازي في مقدمة الهجوم بجانب الجزائري عبدالملك زيايه مع استمرار باقي الأسماء التي شاركت معه مثل سعود كريري، ورضا تكر وباولو جورج وراشد الرهيب ومشعل السعيد ومحمد نور ونونو أسيس. ويتوقع أن يعتمد الاتحاد على اللعب عن طريق العمق والكرات العرضية مع فرض رقابة دفاعية لصيقة على مدافع الأهلي الخطر البرازيلي فيكتور سيمويس للحد من تحركاته وتهديد للمرمى الاتحادي، بالإضافة إلى السيطرة على خط الوسط وإبقاء أوراق رابحة بجواره على دكة الاحتياط مثل سلطان النمري وصالح الصقري ومحمد الراشد كورقة هجومية مهمة. وتعد جاهزية محمد نور بعد شفائه من إصابته مصدر اطمئنان لمدرب الاتحاد الذي يدخل اللقاء بفريق مكتمل الصفوف بعيدا عن أي إصابات في الوقت الذي حاولت إدارة النادي تجهيز اللاعبين معنويا بعقد عدة اجتماعات ووعدهم بتسديد الالتزامات المالية لرفع معنوياتهم. وفي المقابل يسعى الأهلي لتحسين وضعه في سلم الترتيب، حيث يحتل المركز السابع ب 23 نقطة، ويخوض اللقاء تحت إشراف أليكس الذي يفتقد لخدمات المصاب عماد الحوسني، ويبحث الفريق عن مصالحة جماهيره بعد الخروج في كأس ولي العهد أمام الهلال، ويتوقع استمرار مساعد المدرب أليكس على نفس النهج الفني السابق لإيجاد الاستقرار الفني مع تعديل بعض الجوانب خاصة في خط الدفاع والوسط، حيث ينتظر أن يزج بتشكيل مكون من ياسر المسيليم في الحراسة وأمامه اللاعبون محمد مسعد وكامل المر وكامل الموسى ونيكولا ومارسينهو ومنصور الحربي ومعتز الموسى وتيسير الجاسم وفيكتور سيمويس ومالك معاذ .