لم تستمتع الجماهير السعودية منذ ما يقارب العشر سنوات بمنافسات دوري على مستوى فرق الدرجة الممتازة كما هي مستمتعة بمنافسات دوري هذا الموسم. ففي المواسم العشرة الماضية كان التنافس على بطولة الدوري منحصر بين فريقين في الغالب وعلى أبعد حد ثلاث فرق حيث الهلال والاتحاد طرفان ثابتان ويدخل في بعض المواسم الشباب كطرف منافس ثالث ولم يقرب بطولة الدوري في المواسم العشرة الماضية أو ينافس عليها بشكل جاد غير الهلال والاتحاد والشباب وهذا ورث لدى جماهير الأندية الأخرى نوعا من الإحباط والملل لتعود الأندية الغير منافسة وتعمل على تطوير فرقها وبدأت تدخل صراع المنافسة فالأهلي بات من الفرق المرشحة وبقوة لتحقيق بطولة الدوري وكذلك الحال بالنسبة لفريق الاتفاق وقد يدخل النصر من بعيد منافسا على بطولة الدوري خاصة بعد التجديدات الفنية والإدارية لتصبح المنافسة بدخول هذه الفرق الثلاثة سداسية الأبعاد بوجود الهلال والاتحاد والشباب كأطراف ثابتة والأهلي والاتفاق وربما النصر كفرق عائدة من جديد للمنافسة. كثير من الدلائل والمؤشرات أظهرتها المباريات الماضية لهذا الموسم تؤكد أن هوية بطولة دوري هذا الموسم ستكون مجهولة ومنقبة بعد أن كانت تتضح الصورة في المواسم الماضية تقريبا منذ نهاية منتصف مرحلة الذهاب حول الفريق أو الفريقين المرشحين لبطولة الدوري أما هذا الموسم فالأمر مختلف ولا أعتقد، وهذا اعتقاد شخصي أن هوية البطل ستتضح بشكل نهائي أو حتى شبه نهائي قبل أن تنتهي مباريات الجولة الأخيرة أو على اقل تقدير الجولة قبل الأخيرة. إن حلاوة أي دوري في العالم تظهر عندما يكون هناك أكثر من طرف ينافس على البطولة فكيف وأمر المنافسة في الدوري يدخل فيه ستة أطراف جميعها مرشحة للبطولة وليس على الصعيد الحسابي وحسب ولكن على أرض الواقع لدرجة أن بطولة الدوري أصبحت تخطب ود ستة أندية وهذا هو الأمر الواقع والملموس. إن تعدد أطراف المنافسة في بطولة الدوري من صالح الجماهير العاشقة لكرة القدم السعودية وبخلاف هذا الأمر للمنافسة متعددة الأطراف عدة فوائد من أهمها ارتفاع المستوى وتطور الأداء الفني والذي يعود على المنتخبات السعودية بالنفع وخاصة المنتخب السعودي الأول حيث المقولة الرياضية المشهورة تقول .. أعطني دوري قوي أعطيك منتخبا قويا .. إن من يردد بأن الدوري السعودي ضعيف فنيا لم يحالفه الصواب في اجتهاده ووجهة نظره. كيف يكون الدوري السعودي ضعيف فنيا وأطراف المنافسة فيه تقريبا ست فرق. إن منافسات القسم الثاني من الدوري سوف تشهد مباريات طاحنة وخاصة عند اصطدام الفرق المرشحة للبطولة بعضها ببعض ولكي تكتمل الصورة نحتاج فقط لأن يوفق قضاة الملاعب سواء كانوا محليين أو أجانب وأن تعود الكثافة الجماهيرية لمقاعد المدرجات وأن يكف بعض الأخوة الإعلاميين عن بث التعصب والاحتقان عن قصد أو غير قصد وأن تواصل الفرق العائدة للمنافسة تقديم عروضها القوية ونتائجها الرائعة وأن تثبت الفرق المعتادة على المنافسة على ما هي عليه لكي تكتمل الصورة. قبل الوداع .. الهلال طرف ثابت ودائم على البطولات وتجدد متواصل في الشباب وتواجد دائم للاتحاد تطور رهيب في الأهلي وتجدد دائم في الاتفاق وعودة قوية للنصر كل تلك المؤشرات كفيلة بأن تجعل من مباريات القسم الثاني للدوري أرض معارك كروية الهدف منها المنافسة الشريفة وهذا ما يمهد الطريق للمنتخب السعودي لأن يعود ويأخذ موقعه أعلى قمة هرم كرة القدم الآسيوية.